الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

التعليم في خطر.. الأزمة اللبنانية تبقي المدرسين والطلاب في المنازل

التعليم في خطر.. الأزمة اللبنانية تبقي المدرسين والطلاب في المنازل

Changed

فقرة من "صباح جديد" تناقش انعكاس الأزمة الاقتصادية في لبنان على قطاع التعليم الحكومي (الصورة: غيتي)
ينظم معلمو القطاع العام إضرابًا مفتوحًا مع بدء العام الدراسي، بسبب انخفاض رواتبهم بشدة، وانهيار قيمة الليرة اللبنانية بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية.

لطالما تغنى لبنان بالقطاع التعليمي الذي يعتبر من بين النخبة في الشرق الأوسط والعالم، حيث بات يعاني الآن من أزمة اقتصادية.

ففي الوقت الذي عاد فيه طلبة المدارس الخاصة في لبنان إلى مقاعد الدراسة، لا تزال أبواب المدارس الحكومية موصدة، حيث ينظم معلمو القطاع العام إضرابًا مفتوحًا مع بدء العام الدراسي، بسبب انخفاض رواتبهم بشدة، وانهيار قيمة الليرة اللبنانية بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد.

وتسببت الأزمة بتدهور مختلف القطاعات ومنها الخدمات العامة والتعليم، حتى باتت إدارات المدارس تخشى عدم تمكنها من تأمين الوقود اللازم للحفاظ على الإضاءة والتدفئة خلال فصل الشتاء.

راتب الأستاذ لا يصل إلى 100 دولار

وبينما كان طلاب ومعلمو العالم يعودون إلى مدارسهم، كان من الصعب على المعلمة اللبنانية كلود قطيش وابنتها وابنها أن يبقوا في المنزل، لكن هذا واقع الحال مع الانهيار المالي في لبنان، حيث أثّر على كل شيء وأفضى إلى أزمة في التعليم.

وتقول قطيش: "كان مستوى الأستاذ الثانوي خلال السنوات الماضية مقبولًا، فقد كنت أتقاضى معاشًا مرتفعًا يخولني بوضع أبنائي في مدارس خاصة، ولكن في ظل هذه المرحلة قررت أن أنقل أبنائي بكل بساطة إلى التعليم الرسمي (الحكومي)".

وتفقد الليرة اللبنانية أكثر من 95% من قيمتها وترتفع التكاليف الأخرى، حيث تتقاضى كلود الآن ما يعادل الـ100 دولار ما اضطرها للتفكير في اتخاذ قرار صعب إما إعادة ابنيها إلى مدارس خاصة أو تحويلهما إلى نظام تعليم عام يصيبه الخلاف على رواتب المعلمين وإضراباتهم المفتوحة بالشلل.

وإثر ذلك، انتقل نحو 55 ألف طالب من المدارس الخاصة إلى الحكومية في العام الدراسي الماضي، حسب تقارير البنك الدولي، فيما خفضت 38% من الأسر نفقاتها التعليمية هذا العام مقارنة مع 26% فقط في أبريل/ نيسان الماضي، وفق اليونيسف.

ورغم الظروف يأمل بعض اللبنانيين في إعادة فتح المدارس قريبًا على الرغم من عدم وجود أي إشارات تدل على ذلك في الأفق القريب.

أساتذة هاجروا وتركوا المهنة

وفي هذا الإطار، أوضحت رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي نسرين شاهين أن أزمة التعليم أبعد من كونها مشكلة اقتصادية، معتبرة الأزمة قرارًا سياسيًا يهدف إلى القضاء على التعليم الرسمي والمدارس الوطنية.

وأضافت في حديث لـ"العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، أنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية، فقد استقطبت المدارس الحكومية عددًا كبيرًا من طلاب المدارس الخاصة، إلا أن الحكومات اللبنانية المتعاقبة تقوم بدعم المدارس الخاصة، في ظل غياب خطة واضحة لإنقاذ التعليم والعام الدراسي.

وأشارت شاهين إلى أن المعلمين لا يداومون هذه الأيام في المدارس، فقد قرروا عدم البدء بالعام الدراسي، بعد وصول راتب المعلم إلى ما يقارب الـ50 دولارًا شهريًا، مشيرة إلى أن حوالي 35% من المعلمين هاجروا أو تركوا مهنة التعليم.

ولفتت إلى أن المعلمين لم يتقاضوا رواتبهم منذ العام الماضي، حيث لم تدفع لهم الدولة بدل النقل على الرغم من توقيع مرسوم بذلك.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close