انتخابات مجلس الأمة في الكويت.. ما ملامح المشهد السياسي المقبل؟
أظهرت نتائج انتخابات مجلس الأمة الكويتي تقدمًا كبيرًا للمعارضة الكويتية في جميع أطيافها من إسلاميين وليبيراليين.
كما أظهرت نجاح سيدتين بالعودة إلى قبة البرلمان من الباب الواسع بعد فترة ماضية لم تتمثل فيها النساء في المجلس. فلا تخفي النساء فرحتهن العارمة بهذا النجاح، وحتى الصغيرات يبتهجن بهذا النجاح رغم عدم فهمهن لحيثيات المشهد السياسي وتعقيداته. عناق حار ودموع تُذرف للنصر وأمل بتمثيل أكبر لنساء الكويت في برلمان يحضرن فيه بقوة كناخبات ويغبن عنه عادة كمنتَخبات. لكنهن نجحن هذه المرة في ما يعتبرنه كسرًا لهيمنة الرجال على قواعد اللعبة السياسية ويعدن بالأفضل للكويت.
ومن مفارقات هذه الانتخابات نجاح نائبين في حجز مقعديهما وهما يقبعان في السجن.
كما أكّدت النتائج فوزًا كاسحًا للرئيس السابق في مجلس الأمة أحمد عبد العزيز السعدون الذي تقدّم بفارق كبير عن أقرب منافسيه. واحتفل أنصاره بالفوز.
وتسدل المشاهد الاحتفالية الستارة على يوم انتخابي طويل ومشهد سياسي يتشكل في بلد طالما عُرف بكثرة التقلبات.
تشكيلة سياسية جديدة
وقد أشار مراسل "العربي" في الكويت عبد الله ولد سيديا إلى أن ماضي مجلس الأمة الكويتي لن يشبه حاضره القريب. وقال: "نحن أمام تشكيلة سياسية جديدة بدخول نحو 27 نائبًا جديدًا لم يدخلوا إلى المجلس من قبل".
ولفت إلى أن الليلة الماضية كانت لا تنسى بالنسبة لكثير في الكويتيين بسبب دخول سيدتين ونجاح طيف واحد من المعارضة.
وأشار إلى أنه حتى الآن نجح الإسلاميون بشقيهم الإخوان المسلمون والسلفيون بحصد 8 مقاعد في المجلس الجديد، كما نجحت التيارات الليبرالية ممثلة في المنبر الديمقراطي الكويتي في حصد عدد من المقاعد. كما حصدت ثلاث تحالفات شيعية مجتمعة 10 مقاعد، فيما حجز مستقلون محسوبون على المعارضة الكويتية 12 مقعدًا".
كتلة معارضة وازنة
وأوضح المراسل أن هذا الطيف السياسي المعارض يجتمع ليشكل كتلة لا يستهان بها في البرلمان الكويتي، وتضم نحو 30 نائبًا على أن يكون لها دور كبير في رسم وصياغة القوانين ومراقبة العمل الحكومي.
كما يعوّل الكثيرون في الكويت على شخصية أحمد عبد العزيز السعدون، "الشخص الهادئ" كما يسمونه، في قيادة البرلمان في المرحلة القادمة، وفي منع الاصطفافات السابقة التي أدّت إلى حل مجلس الأمة السابق، وفي سيادة روح الوئام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وفي عهدة برلمانية هادئة لا تنتهي بالحل كما جرت العادة.
قضايا عالقة تنتظر الحل
من جهته، لفت الأمين العام السابق للمنبر الديمقراطي الكويتي عبد الهادي السنافي في حديث إلى "العربي" إلى أن فوز المعارضة وسقوط مجموعة كبيرة من النواب الذين كانوا يدعمون الحكومة في المجلس السابق؛ من أبرز ملامح المجلس الجديد، مؤكدًا على أهمية فوز سيدتين في المجلس.
واعتبر السنافي أن هذه الانتخابات أنهت المقاطعة السياسية التي أثرت سلبًا على بعض الأحزاب المدنية.
كما أكّد على دور المجلس الجديد في حل عدد من القضايا العالقة التي تهم المواطن مثل ملفي الإسكان والتعليم، إضافة إلى قوانين الإصلاح السياسي، ومنها تعديل قانون الانتخاب والقوانين التي تحسن من وضع المرأة في الكويت.
ورأى السنافي أن ما سيحدد طبيعة العلاقة بين مجلس الأمة والبرلمان هو مدى تجاوب الحكومة مع القوانين التي سيطرحها المجلس.