مؤتمر المناخ.. الدول الفقيرة تنتقد الحكومات الغنية: الكوكب يحترق
طالب زعماء دول فقيرة الحكومات الغنية وشركات النفط بتحمل تكاليف الأضرار التي تلحق باقتصاداتهم نتيجة الاحتباس الحراري الذي يتسببون فيه.
جاء ذلك خلال كلماتهم اليوم الثلاثاء، في سياق فعاليات مؤتمر المناخ "كوب27" الذي انطلقت أعماله رسميًا يوم أمس الإثنين في مصر.
ودعت دول جزرية صغيرة، تعرضت بالفعل لعواصف محيطية تتزايد عنفًا ولارتفاع مستوى سطح البحر، شركات النفط إلى تقديم جزء من أرباحها الضخمة التي حققتها في الآونة الأخيرة، بينما دعت دول إفريقية نامية إلى تأسيس المزيد من الصناديق الدولية.
وأظهرت التعليقات التوتر في مفاوضات المناخ الدولية بين الدول الغنية والفقيرة، مع حضور المندوبين في اليوم الكامل الثاني من المؤتمر الذي يستمر أسبوعين في منتجع شرم الشيخ الساحلي.
وقال جاستون براون رئيس وزراء أنتيغوا متحدثًا في المؤتمر نيابة عن تحالف الدول الجزرية الصغيرة: "تواصل صناعة النفط والغاز جني ما يقرب من 3 مليارات دولار أميركي من الأرباح يوميًا".
وأضاف: "لقد حان الوقت لتدفع هذه الشركات ضريبة كربون عالمية على أرباحها لتكون مصدرًا لتمويل (تعويض) الخسائر والأضرار، بينما يجنون الأرباح، الكوكب يحترق".
"مناخ آخذ في التدهور"
من جهته، قال الرئيس السنغالي ماكي سال للمؤتمر: إن الدول النامية الفقيرة في إفريقيا بحاجة إلى زيادة التمويل للتكيف مع تغير المناخ الآخذ في التدهور. وأضاف: "لنكن واضحين، نحن نؤيد الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. لكننا نحن الأفارقة لا يمكننا قبول تجاهل مصالحنا الحيوية".
بدوره، قال رئيس سريلانكا، رانيل ويكرمسينج: إن الحكومات الغربية سارعت إلى تحويل مليارات الدولارات إلى الحرب في أوكرانيا، لكنها بطيئة في الإنفاق على تغير المناخ.
وأضاف: "المعايير المزدوجة غير مقبولة، ولا يخفى أن تمويل المناخ لم يحقق الهدف، في حين أن العديد من الدول المتقدمة تعتبر أنه من المناسب الانتظار فيما يتعلق بمساهماتها في تمويل المناخ، بدت هذه البلدان أيضًا باختلاف الجانب الذي تؤيده في حرب أوكرانيا لا تتورع في الإنفاق من أجل حرب".
وكان من المقرر أن يتحدث عشرات من رؤساء الدول والحكومات اليوم الثلاثاء، لكن العديد من أكبر مصدري التلوث في العالم -بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والهند- لم يكونوا مدرجين في قائمة المتحدثين اليوم.
ولن يصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المؤتمر قبل الأسبوع المقبل، لكن وفده افتتح جناحه في موقع انعقاد كوب27 اليوم الثلاثاء ويتولى مبعوث المناخ الأميركي الخاص جون كيري قيادته.
الشرق الأوسط الأكثر تضررًا
وفي كلمة له خلال مشاركته في قمة رؤساء الدول لانطلاق شرق المتوسط ومبادرة الشرق الأوسط التي تأتي ضمن أعمال مؤتمر المناخ، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: إن منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط من أكثر المناطق تضررًا جراء تبعات تغير المناخ وآثاره المدمرة على كافة الأصعدة.
وأضاف السيسي: أن "السنوات الماضية شهدت أحداثًا مناخية قاسية في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط من حرائق للغابات إلى فيضانات وسيول خلفت خسائر مالية جسيمة". وأردف أن "المبادرات الطوعية الرامية لحشد الدعم لجهود مواجهة تغير المناخ قد أصبحت إحدى أهم آليات عمل المناخ العالمي".
وأشار إلى أن "الأطراف غير الحكومية يمكن لها بل يتعين عليها أن تمارس أدوارًا مكملة وداعمة انطلاقًا من مسـؤولياتها، وعملًا بمبادئ التعاون والمشاركة وهنا تأتي أهمية هذه المبادرات، التي تتيح المجال لكافة هذه الأطراف، لتنسيق سياساتها وجهودها".
من جانبه، قال رئيس قبرص الرومية نيكوس أناستاسيادس، في كلمة له خلال الجلسة، إن "الاهتمام بقضايا المناخ وتداعياتها الخطيرة يعطي برهانًا كبيرًا لاهتمام العالم بهذه القضية".
وفي الجلسة نفسها، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في كلمته: إن "فلسطين ليست الدولة الوحيدة في شرق المتوسط المتأثرة بتغيّر المناخ".
وأضاف: "نحن لا نتسبب في التغير المناخي لكننا نتأثر به". وأبدى استعداد فلسطين للمشاركة في أي حلول توضع للتعاون الإقليمي في هذا المجال.
وأوضح اشتية، أن "هناك حاجة إلى خطة شاملة في شرق المتوسط للحديث عن المياه". وذكر أن "هناك تزايدًا في الاستهلاك يقابله عجز كبير في توفير المياه بفلسطين".
من جهته، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي: إن "الخطر البيئي يؤكد أن البشرية تواجه تحديات مشتركة تتطلب نبذ الخلافات والعمل الموحد الجاد لإنقاذ الحياة على كوكب الأرض".
وأضاف: "بلدي ليبيا على الرغم مما تمر به من أزمة سياسية تتطلب تركيز جهودنا داخليًا والعمل محليًا إلا أننا لا نملك إلا أن نكون جزءًا من هذا العالم".
وأردف المنفي: "ليبيا هي من أكثر الدول حساسية للتغيرات المناخية حيث بدأ شح مياه الأمطار وتراجع الموارد المائية في السنوات الأخيرة".