الأحد 27 أكتوبر / October 2024

بعد الرفض الأميركي.. هل تمضي تركيا في تطبيع علاقاتها مع النظام السوري؟

بعد الرفض الأميركي.. هل تمضي تركيا في تطبيع علاقاتها مع النظام السوري؟

شارك القصة

نافذة إخبارية تتناول موقف تركيا من تطبيع علاقاتها مع النظام السوري (الصورة: الأناضول)
أكّد وزير الخارجية التركي أن بلاده مستمرة بدعم المعارضة السورية والشعب السوري وأنها تحاول إيجاد تسوية سياسية للأزمة من خلال التقارب مع النظام السوري.

دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس دول العالم إلى عدم تطبيع علاقاتها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في معرض تعليقه على اللقاء الذي جمع أخيرًا وزيري دفاع تركيا والنظام السوري في موسكو

وشدّد برايس على أن بلاده لا تدعم الدول التي تعزز علاقاتها أو تُعرب عن دعمها لإعادة الاعتبار لبشار الأسد الذي وصفه بالديكتاتور الوحشي، داعيًا إلى دراسة سجل حقوق الإنسان في سوريا على مدى السنوات الـ12 الماضية. 

ما هو موقف تركيا؟

وفي موازاة ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن بلاده لم تخذل المعارضة السورية إطلاقًا حتى اليوم.

وأشار قالن إلى أن المقاربة الرئيسة لتركيا تجاه المسألة السورية هي مواصلة المسار الدستوري والمفاوضات السياسية على ضوء قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. 

ولفت مراسل "العربي" في اسطنبول عدنان جان، إلى أن تركيا ماضية في إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، لكن وبحسب الرواية التركية، فإن هذا التطبيع سيأتي بناء على التوصيات الأممية وبالتحديد القرار الأممي بحق سوريا 2254 الذي سيؤدي إلى حدوث فترة انتقالية تفضي إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا. 

وبحسب المراسل، ففي اللقاء الذي جمع يوم أمس وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في العاصمة التركية أنقرة أكّد الوزير التركي أن بلاده مستمرة في دعمها للمعارضة السورية وللشعب السوري وهي تحاول إيجاد تسوية سياسية للأزمة في سوريا من خلال التقارب مع النظام السوري والقرار الأممي 2254.

حسابات تركية داخلية

وأشار المراسل إلى أن الموقف التركي بات واضحًا، حيث يوجد حسابات داخلية للتقارب التركي مع نظام دمشق وهي أن الحكومة تحاول قطع الطريق أمام المعارضة من أجل إيجاد تسوية وحل لأزمة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا.

ولفت المراسل إلى أن تركيا لم تبلغ رسميًا أي اعتراضات أميركية على إعادة اللاجئين، لكن أنقرة قالت إنها لن تعمل على إعادة اللاجئين السوريين قبيل الحصول على ضمانات بعدم التعرض لهم.

وستكون هذه الضمانات برعاية روسية بحسب المباحثات القائمة، حيث أن الوسيط الروسي هو من يقود دفة المفاوضات بين دمشق وأنقرة ولا سيما وأن اجتماعات أجهزة الاستخبارات واجتماعات وزراء الدفاع جرت في موسكو.

وبحسب مراسل "العربي"، تترقب الأنظار الاجتماع المقبل الذي سوف يجمع وزير الخارجية التركي مع نظيره السوري فيصل المقداد في النصف الثاني من الشهر الجاري في العاصمة الروسية.

كما تحاول أنقرة، قبل موعد الانتخابات المقبلة، أن تحصل على الضمانات من الجانب الروسي وضمانات من نظام الأسد بعدم التعرض للاجئين من أجل إيجاد تسوية جذرية لهذه الأزمة التي تؤرق الشارع والحكومة والمعارضة في تركيا.

وأصبح هذا الملف الآن ورقة في الحملات السياسية للأحزاب السياسية، حيث تحاول الحكومة التركية قبيل الانتخابات المتوقع أن تجرى في يونيو/ حزيران المقبل أن تجد حلًا لهذه التسوية وأن تقرب من علاقاتها مع نظام دمشق من خلال إيجاد صيغة توافقية وأرضية مشتركة برعاية روسية تؤمن عودة اللاجئين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي