الجمعة 1 نوفمبر / November 2024

أزمة سد النهضة.. هل تنجح "مرونة" الرئيس المصري في حل هذا الملف؟

أزمة سد النهضة.. هل تنجح "مرونة" الرئيس المصري في حل هذا الملف؟

شارك القصة

لم تبدِ الخرطوم رأيها بعد بشأن تطورات الموقف المصري في ملف سد النهضة، رغم أنها دائمًا ما تكون منسجمة في مواقفها مع القاهرة.

يعود ملف سد النهضة إلى الواجهة من جديد، بعد كلمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي طالب باتفاقية "متوازنة"، معربًا عن استعداده لإبرامها مع إثيوبيا، مع انتشار معلومات عن استعداد أديس أبابا للملء الثالث.

وعبّر الرئيس المصري، في كلمة له في افتتاح أسبوع القاهرة للمياه، عن رغبته بإبرام "اتفاقية متوازنة وملزمة" بين إثيوبيا ودول مصب نهر النيل، مؤكدًا تفهّم القاهرة لمخاوف إثيوبيا المائية.

ليونة مصرية

وأبدى الرئيس المصري مرونة ملحوظة في خطابه، مبتعدًا عن لهجة التصعيد، ومتفهمًا لأهداف إثيوبيا التنموية.

أما الخرطوم، فلم تبدِ رأيها بعد بشأن تطورات الموقف المصري في ملف سد النهضة، رغم أنها دائمًا ما تكون منسجمة في مواقفها مع القاهرة.

ويعود التفهّم والانسجام في السابق، إلى شح الخيارات رغم الجهود الدولية المكثفة لحل الأزمة.

كما أعلن المصريون في السابق أن المساعي الدولية عانت من الجمود، فالاتحاد الإفريقي الذي قام بالوساطة، لم يصل إلى نتائج تذكر.

بدورهم، سعى الأوروبيون إلى لعب دور في هذا الملف، وخصوصًا إيطاليا التي عملت على المساعدة في إيجاد الحلول.

وبهذا الخطاب المصري، تكون القاهرة قد ألقت الكرة في ملعب إثيوبيا، في محاولة لتقريب وجهات النظر في هذا النزاع.

ليست جديدة

في هذا السياق، يرى النائب في البرلمان الإثيوبي محمد العروسي أن بلاده تحترم المخاوف التي أعلنها الرئيس المصري، "وهي ليست جديدة عند دول المصب".

ويعتبر العروسي، في حديث إلى "العربي" من أديس أبابا، أن السيسي تطرق في خطابه إلى الفقر المائي، "لكنه لم يتحدث عن الفقر في مجال الطاقة عند إثيوبيا".

ويقول: "طالبنا في السابق أيضًا باتفاقية ملزمة وعادلة، دون أن يتم إغفال حاجة إثيوبيا إلى الطاقة".

ويتساءل العروسي: "أين التعاون الذي تحدّث عنه الرئيس المصري، ونحن لم نجد أي مساعدة من القاهرة في مجال الطاقة رغم غناها بالغاز".

موقف مصر لم يتغير

من جهته، يشير أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي إلى أن "المطلب المصري الأول هو استئناف التفاوض برعاية الاتحاد الإفريقي".

ويعتبر شراقي، في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أن "موقف مصر لم يتغير، والسيسي أكد عليه اليوم أننا نسعى إلى التفاوض".

ويشير إلى أنه "منذ أسبوعين زار القاهرة رئيس جنوب السودان سيلفا كير بعد زيارة إثيوبيا في أغسطس/ آب الماضي، وأعرب عن تفاجئه من عدم التوصل إلى حل حتى الآن".

ويشدد شراقي على أنه "لا يوجد أي استعداد من إثيوبيا للتفاوض في الوقت الحالي"، مؤكدًا أن "الفقر في الطاقة في إثيوبيا هو شأن داخلي لا علاقة لمصر بها".

التعامل بسرية

بدوره، يعتبر الباحث المتخصص بالشأن الإفريقي عبد الوهاب الطيب البشير أن "المطالب السودانية في ما يتعلق بسد النهضة مختلفة عن المطالب المصرية والإثيوبية".

ويرى الطيب البشير، في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أن "الدول الثلاث المتنافسة في هذا الملف لا تمتلك المصالح الوطنية نفسها".

ويقول: "على الدول الثلاث أن تجلس وتتوافق في إطار قانوني عادل يضمن مصالح الجميع".

ويضيف: "يتعامل الجانب الإثيوبي مع هذه المسائل الفنية بسرية، وهو ما يصعب على باقي الدول التعامل مع الملف".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close