أكد المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، أن المساعي التي بذلها بري طوال اليوم نجحت في وقف الاشتباكات بمخيم عين الحلوة، حيث تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المخيم يبدأ سريانه عند الساعة 6:00 من مساء اليوم الخميس بالتوقيت المحلي.
ويأتي هذا الموقف بعد لقاءين منفصلين جمعا بري مع عضو المجلس السياسي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح عزام الأحمد.
وشدد الأحمد على ضرورة "وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة والالتزام به من أي جهة كانت"، مؤكدًا أن "المؤامرة كبيرة على المخيّم وعلى مستقبل القضية الفلسطينية".
ولفت، بعد لقائه رئيس مجلس النواب إلى أنه "تم الاتفاق أكثر من مرة على وقف إطلاق النار، ثم لا يلبث أن ينهار الاتفاق لينفجر الوضع الأمني مرة أخرى"، متسائلًا: "لصالح من يتم هذا الأمر؟".
وأكد الأحمد الاستعداد "للتهدئة ووقف إطلاق النار على فور"، لكنه أشار إلى أن من حق فتح التصدي لمن وصفهم بالخارجين على القانون.
هدوء حذر في مخيم عين الحلوة
يشهد مخيم عين الحلوة منذ ما بعد فجر الخميس، حالة هدوء حذر شابتها بعض الاشتباكات الخفيفة، بعد ليلة ساخنة شهدت اشتباكات عنيفة.
وبلغت الحصيلة الأولية لاشتباكات الليلة الماضية في مخيم عين الحلوة 7 قتلى وأكثر من 37 جريحًا، توزعوا بين مستشفى الهمشري والراعي والنداء الإنساني، حسبما أفادت مصادر إعلامية فلسطينية.
وبذلك يرتفع عدد ضحايا الاشتباكات منذ الخميس المنصرم إلى 15 قتيلاً وأكثر من 150 جريحًا.
نزوح أكثر من 50% من سكان مخيم عين الحلوة
بدورها، أفادت الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين في لبنان، أن اشتباكات عين الحلوة تسببت في نزوح أكثر من 50% من سكان المخيم، بعد أن ارتفعت حدة الاشتباكات وتوسعت لتطال المزيد من حارات وأحياء المخيم وسقوط المزيد من الضحايا.
وكشفت الهيئة اليوم الخميس، أن بعض اللاجئين اضطروا ليلة البارحة إلى المبيت في الحدائق العامة أو على الكورنيش البحري لمدينة صيدا أو مواقف السيارات هربًا من القصف العشوائي والاشتباكات بعد أن اكتظت مدارس “أونروا” ومراكزها بالنازحين.
وبينت أنه على الرغم مما تقدمه وكالة “أونروا” والجمعيات من مساعدات، إلا أن الوضع الإنساني للنازحين بات كارثيًا مع تدفق المزيد من الأعداد.
وشددت الهيئة على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، للحفاظ على المخيم وبقائه والجلوس إلى طاولة الحوار لحل جميع المسائل العالقة، وقالت إنه لا يجوز التضحية بالمخيم ورمزيته واللاجئين فيه مهما بلغت الأسباب.
حماس والجهاد تطالبان بوقف فوري لإطلاق النار
وخلال لقاء جمع قيادات الحركتين في بيروت مساء الأربعاء، قالت حماس والجهاد الإسلامي: "ما يجري من اقتتال في مخيم عين الحلوة هو ضد إرادة الشعب الفلسطيني، ولا يخدم إلا العدو الصهيوني والمشاريع المشبوهة التي تستهدف المخيمات الفلسطينية، من أجل شطب قضية اللاجئين، وتمرير مشاريع التهجير والتوطين المرفوضة جملة وتفصيلاً".
ورأت الحركتان، أن استمرار الاشتباكات يستهدف الحالة الوطنية الفلسطينية في المخيمات، ويستهدف الأمن والاستقرار في لبنان، ويضر بالمصلحة الوطنية والقضية الفلسطينية.
وطالبت الحركتان الجميع بوقف فوري لإطلاق النار، ودعتا قوى المقاومة الفلسطينية إلى رفع الغطاء عن كل المتورطين في هذه الاشتباكات، وإلى رصّ الصفوف وتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني وحده.
وقالت الحركتان: إن ضرورة توقيف المتورطين في الجرائم، وتسليمهم إلى الجهات اللبنانية المختصة، لا يبرر ما يجري من تهديد للسلم الأهلي في المخيم والجوار، ولا يمكن أن يكون على حساب المخيمات والشعب اللبناني الشقيق.