كشف طبيب إسرائيلي في شهادة مروعة عن بتر أرجل أسرى فلسطينيين من قطاع غزة في سجن إسرائيلي؛ بسبب إصابات خلفتها الأصفاد، وفق إعلام عبري.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الخميس، إن طبيبًا (لم تسمه) في المستشفى الميداني، الذي تم إنشاؤه في مركز احتجاز "سديه تيمان" بصحراء النقب، بعث برسالة إلى وزيري الدفاع والصحة والمدعي العام الإسرائيليين.
وأوضحت أن الطبيب وصف في رسالته "ظروفًا قال إنها يمكن أن تضر بصحة السجناء، وتعرض الحكومة للخطر بمخالفة القانون".
وأضاف: "هذا الأسبوع فقط، بُترت ساقا سجينين بسبب إصابات بالأصفاد، وهو للأسف حدث روتيني، النزلاء يتبرزون في حفاضات، ويتم تقييدهم باستمرار، في انتهاك لأخلاقيات الطب والقانون".
معضلات أخلاقية خطيرة
وأنشئ مركز احتجاز "سديه تيمان" بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لاحتجاز المعتقلين تمهيدا لنقلهم إلى سجن عادي.
وأفادت هآرتس بأنه آنذاك "صادق الكنيست على تعديل لقانون احتجاز المعتقلين، ومنذ بدء العملية البرية في غزة (27 أكتوبر)، تم إرسال معظم المعتقلين من غزة إلى سديه تيمان، للتحقيق معهم".
وقال الطبيب في رسالته: "منذ الأيام الأولى لتشغيل المنشأة الطبية (في مركز الاحتجاز)، واجهت معضلات أخلاقية خطيرة، وأكتب هذه الرسالة لأحذركم من أنه لا يتم الالتزام ولو ببند واحد من بنود الصحة". وأفاد بأن "جميع المرضى مكبلون من أطرافهم الأربعة، بغض النظر عن مدى خطورتهم، ويتم تعصيب أعينهم".
وتابع أنه "في ظل هذه الظروف، حتى المرضى الصغار والأصحاء يفقدون الوزن بعد أسبوع أو أسبوعين من العلاج في المستشفى، الذي لا يتلقى إمدادات منتظمة من المعدات الطبية أو الأدوية".
مزاعم جيش الاحتلال
وردًا على رسالة الطبيب، زعم "متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن المحتجزين حصلوا على ما يكفي من الغذاء، وتمكنوا من الوصول إلى المراحيض، وإذا تم تقييد حركتهم، يتم تزويدهم بحفاضات"، حسب الصحيفة.
ووفق الطبيب، فإن "أكثر من نصف المرضى أصيبوا بسبب تكبيل أيديهم باستمرار أثناء احتجازهم، الأصفاد تسبب إصابات خطيرة تتطلب تدخلات جراحية متكررة".
وادعى متحدث الجيش أن "طريقة تقييد أيدي المعتقلين تم تحديدها وفقًا للقانون ولخطورة كل معتقل، لضمان سلامة القوات والطاقم الطبي".
كما زعم بأن "قرار تقييد يدي المعتقل يأخذ في الاعتبار حالته الصحية. وبسبب الإصابات، تم تغيير الأصفاد إلى نوع آخر، ويتأكد الحراس من وجود مساحة كافية بين الأصفاد وأطراف المعتقلين".
نقص في الأدوية
وبالإضافة إلى رسالة الطبيب، نقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر أنه "في بداية الحرب، تم بتر يد أحد المعتقلين الذين أصيبوا بجروح بسبب تقييد يديهم لفترة طويلة".
وعقّب متحدث الجيش بأنه "تم التحقيق في الحادث، ونظرًا لعدم وجود جريمة جنائية، تقرر عدم فتح تحقيق للشرطة العسكرية".
وزادت الصحيفة بأن "معتقلين يعانون من أمراض مزمنة، ومنذ اندلاع الحرب يوجد نقص في الأدوية، وعاني معتقلون من نوبات صرع طويلة الأمد".
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 فلسطيني، وتمارس إخفاء قسريًا لمعتقلي غزة ولا تتوفر معلومة بشأن عددهم، وفق مؤسسات فلسطينية معنية.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".