أكد رئيس الوزراء الأسكتلندي الجديد زعيم الحزب الوطني حمزة يوسف، أنه منفتح على العمل مع الأحزاب الأخرى من أجل مصلحة الشعب، للعيش في بلد غني وعادل.
وفي أول كلمة له في البرلمان كرئيس للوزراء، قال يوسف إنه مستعد للعمل مع حكومة المملكة المتحدة في حدود الممكن، مشددًا في الوقت ذاته على أنه سيكون قادرًا على العمل بفاعلية أكبر، لتحقيق أولويات الشعب الإسكتلندي في حالة الاستقرار.
ويأتي تسلم رئيس الوزراء الأسكتلندي الجديد منصبه ضمن موجة تتمثل في وصول جيل جديد من أبناء المهاجرين إلى سدة الحكم في المملكة المتحدة.
فيوسف ذو الأصول الباكستانية والمنتمي إلى الحزب الوطني الإسكتلندي ووزير الصحة السابق، أول مسلم يقود الحكومة.
ويستحوذ وصول بعض أبناء المهاجرين من الجيل الثاني إلى مناصب قيادية باهتمام الساحتين السياسية والإعلامية بشكل كبير.
ففي المملكة المتحدة، مثل فوز ريشي سوناك برئاسة الوزراء حدثًا مهمًا في بريطانيا كأول رئيس وزراء من أصول مهاجرة من الهند، وهو سياسي ورجل أعمال برع في الاستثمار، فأصبح مليونيرًا في العشرينيات من عمره.
وحقق الشاب حمزة تاوزال ذو الأصول المغربية إنجازًا تاريخيًا بتقليده منصب عمدة بلدية ويستمنستر، وهي واحدة من أرقى وأغنى المناطق في العاصمة لندن وهو في سن الـ21.
كذلك برز اسم البارون طارق محمود أحمد وهو من أبوين مهاجرين باكستانيين، بعدما عين وزير دولة للكومنولث والأمم المتحدة وجنوب آسيا لاحقًا في وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث عام 2017.
أسباب وصول أبناء المهاجرين إلى المناصب العليا
وفي هذا الإطار، يوضح الأكاديمي والباحث بالعلاقات الدولية أحمد عجاج، أن المجتمع البريطاني يلعب دورًا كبيرًا في عملية صعود هذه الفئة من الشباب من ذوي الأصول الآسيوية والتي يعتنق أفرادها ديانة الإسلام، لأن المجتمع البريطاني ذات بعد ثقافي متعدد، معتبرًا أن كل شيء ممكن في تلك البلاد بسبب طبيعة نظامها الليبرالي.
أحدثها تولّي حمزة يوسف رئاسة الوزراء بـ #اسكتلندا.. لمحة عن وصول بعض أبناء المهاجرين إلى مناصب قيادية في #بريطانيا👇 pic.twitter.com/ML27u9eP1U
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 29, 2023
ويشير عجاج في حديث إلى "العربي" من لندن، إلى أن المهاجرين عندما يريدون الترشح فهم ينتمون لأحد الأحزاب، كحمزة يوسف المنتمي للحزب القومي الإسكتلندي، حيث كان ناشطًا لدرجة أنه كان يقسم أوقاته بين العمل الحزبي وبين الدراسة، وكذلك عمل مع رئيسة الوزراء الأولى في اسكتلندا، ومع سياسيين كثيرين، وتدرب على أيديهم.
ويتابع أن يوسف خرج من الجامعة مباشرة ولم يعمل إلا لشهور عديدة في مركز اتصال حتى أصبح عضوًا في البرلمان، مشيرًا إلى أن عمله الحزبي وانتماءه السياسي ونشاطه وجهده ووجوده بالقرب من سياسيين كبار سهل عليه الوصول إلى السلطة.
ويلفت إلى أن الجيل الأول من المهاجرين هم عبارة عن رجال أعمال كبار، تستقطبهم الحكومة وتعينهم لترضي الجاليات الآسيوية من جهة، ومن أجل الاستفادة من خبراتهم ودعمهم المالي للحزب الذي يؤمنون به أو ينتمون إليه من جهة أخرى.
