تمر تونس بأزمة اقتصادية ومعيشية وارتفاع حاد بأسعار السلع، إضافة إلى شح توفر المواد الأساسية وفي مقدمتها الزيت والسكر والدقيق. لكن شح الحليب يثير الجدل بشكل أكبر.
ووسط تردي الأوضاع المعيشية، يطالب التونسيون السلطات بإيجاد حلول عاجلة لإنقاذ الوضع. لكن مقدمة نشرة إخبارية في قناة حكومية أطلّت على المواطنين بمداخلة تشكك فيها في فوائد الحليب وتقول إنه يسبب أمراضًا للكبار.
"مادة لبنية مسببة للأمراض"
وقالت في خطابها المثير للجدل: "رحلة بحث التونسيين عن الحليب نصف الدسم الأكثر استهلاكًا وطنيًا، رحلة مستمرة بصعابها وإكراهاتها المملة في غياب زهاء الـ40% من حاجيات استهلاك المادة اللبنية التي يؤكد أطباء ومتخصصون أنها ليست نافعة البتة للكبار بل إنها مسببة لأمراض عدة".
وقد أثار هذا الخطاب جدلًا واسعًا لا سيما وأن أزمة نقص الحليب مستمرة منذ بداية حرب روسيا في أوكرانيا. وقد ساهمت الحرب في رفع أسعار الأعلاف وفاقمها رفع أسعار المياه والكهرباء وأزمة الجفاف وصولًا إلى بيع المزارعين لأبقارهم إلى الجزائر بسبب عدم قدرتهم على تحمّل تكلفة رعايتها.
دليل على عجز السلطات
وانتقد نشطاء وحقوقيون خطاب المذيعة في القناة الحكومية واعتبروها دليلًا على عجز السلطات عن مواجهة أزمة نقص الغذاء.
وقد شبّه نقيب الصحافيين التونسيين مهدي الجلاصي تعامل القناة الحكومية مع أزمة الحليب بمسرحية "الزعيم" حين اقترح الممثل المصري عادل إمام، في مواجهة نقص المواد الغذائية أن تقوم الحكومة بحملة توعية كبيرة هدفها إشعار المواطنين بمخاطر الأكل في مشهد ساخر يجسد عجز الحكومات.
وكتب جمال زغلامي: "مع انقطاع الكثير من المواد الغذائية تنتظر في النشرات القادمة مضار القهوة والشاي والخبز والأدوية المصنعة كيميائيًا ومخاطر المحروقات".
أمّا المغرد إيهاب غرياني، فاعتبر "أن قمة الاستهتار عندما تروّج تلفزة لمعلومات خاطئة يمكن أن تخدع المشاهدين من كبار السن وأن ترسخ عندهم معتقدات يصعب تغييرها قد تضر بصحتهم وذلك فقط خدمة للسلطة".