الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

"أرسلت ذخائر لإسرائيل".. هل تورطت فرنسا بـ"مجزرة الطحين" في غزة؟

"أرسلت ذخائر لإسرائيل".. هل تورطت فرنسا بـ"مجزرة الطحين" في غزة؟

Changed

تقرير يتهم فرنسا بالتورط مع إسرائيل في مجزرة الطحين - رويترز
تقرير يتهم فرنسا بالتورط مع إسرائيل في مجزرة الطحين - رويترز
نشر موقعان فرنسيان تحقيقًا عن تسليم باريس لإسرائيل نحو 100 ألف خرطوشة لأسلحة، يحتمل أنها تستخدم ضد المدنيين بغزة.

بعد يومين من ارتكاب الاحتلال "مجزرة الطحين"، التي قتلت فيها إسرائيل أكثر من 100 جائع فلسطيني، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر "إكس" عن سخط شديد إزاء الصور القادمة من غزة.

فكتب ماكرون: "أعبّر عن تنديدي الشديد بعمليات إطلاق النار هذه، وأدعو إلى الحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي".

أما وزير خارجية باريس ستيفان سيجورنيه، فأكد دعم بلاده للتحقيق المستقل الذي يسعى الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجرائه في المجزرة، وأكد أن ما حدث لا يمكن تبريره أو الدفاع عنه.

تسليم ذخيرة

لكن بعد أقل من شهر واحد فقط على التصريحات الفرنسية المنددة "بمجزرة الطحين"، نشر موقعان استقصائيان فرنسيان تحقيقًا عن تسليم باريس لإسرائيل ما لا يقل عن 100 ألف خرطوشة لأسلحة يحتمل أنها تستخدم ضد المدنيين في قطاع غزة.

فقد نشر موقعا "ديس كلوز" و"مارس أكتو" تحقيقًا كشفا فيه أن باريس صدّرت أسلحة لإسرائيل، عن طريق شركة "يورو لينكس الفرنسية" ومقرها مرسيليا، إضافة لأحزمة "إم 27"، وقطع معدنية تستخدم لتوصيل خرطوش البنادق الآلية بأحزمة الذخيرة.

 وهذا يتناقض، بحسب التحقيق، مع تصريحات المسؤولين الفرنسيين عن استهداف المدنيين والتزامات الحكومة الفرنسية.

كما نشر هذا التحقيق مدعومًا بصور للأحزمة، وذكر أنها التقطت في 23 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أي بعد أسابيع من انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة.

ويقدر حجم الشحنة بحسب التحقيق بنحو 800 كيلوغرام من الذخائر، وضعت داخل طرود يضم كل واحد منها نحو 10 آلاف طلقة، أما من تسلم الشحنة من الجانب الإسرائيلي فكانت شركة "آي إم آي سيستمز" الإسرائيلية في "رمات هشارون" شمالي تل أبيب.

وشركة IMI Systems الإسرائيلية استحوذت عليها عام 2018 شركة "إلبايت" المملوكة للحكومة الإسرائيلية، وهي أكبر شركة للأسلحة في إسرائيل، وتعد نفسها "رائدة عالميًا في إنتاج الذخيرة ذات العيار الصغير والمورد الحصري لجيش الاحتلال"، بحسب الصحيفتين الفرنسيتين.

باريس تنأى بنفسها

بدورها، حاولت باريس أن تنفي عن نفسها التهمة عبر لسان وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو الذي شرح أن رخصة "يورو لينكس" للتصدير إلى الشركة الإسرائيلية "لا تغطي إلا إعادة التصدير إلى بلدان ثالثة"، دون استخدامها من قبل الجيش الإسرائيلي.

كذلك، ذكر لوكورنو أنه أمر موظفي الدولة بـ"التشدد أكثر" في تدقيق الصادرات إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر، وأكد أن فرنسا لم تصدر رخصًا لمكونات نظام "القبة الحديدية" الصاروخي الإسرائيلي.

تشكيك بالموقف الفرنسي

لكن في المقابل، تبرز اتهامات تشكك في صحة تصريح الوزير الفرنسي ومن بينها سيدة تتهم بصراحة وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو بـ"الكذب" خلال جلسة استماع في البرلمان عقدت أخيرًا.

فقد وصفت القيادية في حزب "فرنسا الأبية" اليساري المعارض ماتيلد بانو، صادرات الأسلحة لإسرائيل بأنها "فضيحة كبرى".

وقالت: "هذه الصفقة التي جرت في سرية تامة من المحتمل أنها استخدمت ضد مدنيين في غزة، وبخصوص مجزرة الطحين التي قتل فيها 112 شخصًا وجرح 760 آخرون، نجد أن كثيرًا من الأشخاص الذين ماتوا في ذلك اليوم كانوا يريدون الحصول على الطحين فقط".

وتابعت: "نجد خراطيش بعيار 5.56 استخدمت لقتل المدنيين الجياع، وهي نفسها التي تستخدم في الأسلحة الرشاشة التي صدّرتها فرنسا ما يجعل فرنسا شريكة في الإبادة الجماعية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close