تشهد العاصمة الإيرانية، يوم غد الثلاثاء، قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، يبحثان خلالها آليات تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ أوكرانيا، جراء الهجوم الروسي المتواصل منذ أقل من خمسة أشهر، وسط خشية عالمية من نشوب أزمة غذاء عالمية.
ومن المقرر أن تجري في تركيا محادثات بين موسكو وكييف وأنقرة والأمم المتحدة هذا الأسبوع بعد تقدّم في مفاوضات الأسبوع الماضي.
وأوضح المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف، اليوم الإثنين، حسبما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية: "أولًا، نحن مستعدون لمواصلة العمل في هذا الاتجاه، ثانيًا، سيتمّ بحث هذه المسألة بين الرئيسين" بوتين وأردوغان.
اجتماع جديد بشأن الحبوب
في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الإثنين، أنه من المرجح أن يجتمع مسؤولون من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، هذا الأسبوع لبحث استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
والأسبوع الماضي، قال أكار إن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة قد توقع اتفاقًا هذا الأسبوع بشأن فتح ممر لصادرات الحبوب، لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذّر من أن "الطريق ما زال طويلًا" قبل التوصل إلى محادثات سلام لإنهاء الحرب.
لكن أكار، جدد اليوم التأكيد، أن هناك اتفاقًا على "خطة ومبادئ عامة" فيما يتعلق بممر الصادرات، مضيفًا أن "من المحتمل" عقد اجتماعات بين جميع الأطراف هذا الأسبوع.
وأضاف الوزير التركي، أنه ستجري مناقشة أمور فنية مثل إنشاء مركز مراقبة في إسطنبول يحدد الطرق الآمنة، وإنشاء نقاط تفتيش عند مخارج الموانئ ومداخلها.
كما بيّن وزير الدفاع التركي، وجود خطة لعقد اجتماع بأقرب وقت بين وفود عسكرية من وزارات دفاع تركيا وروسيا وأوكرانيا، إضافة لوفد من الأمم المتحدة بخصوص نقل الحبوب والأغذية بشكل آمن من الموانئ الأوكرانية.
جاء ذلك في اجتماع، الإثنين، عبر الاتصال المرئي ضم رئيس هيئة الأركان التركية يشار غولر وقادة الجيش ونائبه.
والأسبوع الماضي، أعلن الكرملين، عن قمة ستجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي في طهران الثلاثاء، في إطار قمة تتناول الملف السوري وتتخللها محادثات ثنائية روسية تركية.
تدشين ممر آمن لتصدير الحبوب
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد أمس الإثنين لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، أن الوقت حان لكي تعمل الأمم المتحدة على تدشين ممر آمن لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
والجمعة، جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استعداد بلاده للتفاوض مع تركيا وأوكرانيا لحل أزمة الحبوب التي تعاني منها دول العالم؛ نتيجة عدم تمكّن سفن الشحن من مغادرة الموانئ الأوكرانية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
وتزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع الروسية، الجمعة الماضية، أن "وثيقة نهائية" ستكون جاهزة قريبًا للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا بعد مفاوضات مثمرة استضافتها تركيا أخيرًا، حضرها وفدان عسكريان من روسيا وأوكرانيا إلى جانب دبلوماسيين من الأمم المتحدة.
وتعتبر المنتجات الزراعية الروسية والأوكرانية ضرورية لمنع تفاقم الأزمات الغذائية في العالم. لكن مع اندلاع الحرب ارتفعت أسعار الحبوب وزيوت الطهي والوقود والأسمدة.
كما أدى الهجوم الروسي والحصار البحري إلى توقف الصادرات، مما أدى إلى تقطع السبل بعشرات السفن، وبات نحو 20 مليون طن من الحبوب عالقة في صوامع بميناء أوديسا.