الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

"أسلحة دمار شامل".. الأغذية المعدّلة وراثيًا تثير الجدل حول العالم

"أسلحة دمار شامل".. الأغذية المعدّلة وراثيًا تثير الجدل حول العالم

Changed

على الرغم من قرارات حظر تسويق منتجات معدّلة وراثيًا عدّة، إلا أنّ هذه المواد الغذائية غزت الأسواق في غياب تام لآليات رقابية تحمي حقوق المستهلك.

قبل سنوات، شبّه باحث أميركي البذور المعدّلة وراثيًا بـ"أسلحة الدمار الشامل"، بل اعتبرها نوعًا من أنواع الأسلحة البيولوجية التي تُستخدَم للهيمنة على مصادر الغذاء.

ومع زيادة الطلب العالمي على سلّة الغذاء، وتغيّر العادات الاستهلاكية للشعوب، لجأت حكومات عدّة تحت ضغط لوبيات متحكّمة في صناعة الغذاء، لتشريع قوانين ترخّص للشركات إنتاج وتسويق أغذية معدّلة وراثيًا.

وجاءت هذه التشريعات لأهداف لها أبعاد اقتصادية وسياسية وأمنية، تتماشى ظاهريًا مع رهان تحقيق الأمن الغذائي، لكنها تصطدم في الواقع مع تقارير تحذّر من مخاطر التعديل الجيني للأغذية على الصحة العامة والبيئة.

المنتجات المعدلة وراثيًا تغزو الأسواق

تحتوي الأغذية المعدلة وراثيًا على جينات دخيلة، نباتية أو حيوانية، وضعت داخل شفراتها الوراثية، وقد طرحت للمرة الأولى في الأسواق العالمية عام 1996.

وعلى الرغم من قرارات حظر تسويق منتجات معدّلة وراثيًا عدّة، إلا أنّ هذه المواد الغذائية غزت الأسواق في غياب تام لآليات رقابية تحمي حقوق المستهلك.

والغريب أنّ الشركات التي تحتكر إنتاج الأطعمة المعدّلة وراثيًا ترفض وضع وسم أو إشارة على منتوجاتها توضح للمستهلك أنّ هذه المنتوجات معدّلة وراثيًا.

وتعارض منظمات وجمعيات في أوروبا تسويق الأغذية المعدّلة جينيًا وتطالب بحظرها، علمًا أنّه يمكن أن يضرّ التعديل الوراثي للمواد الغذائية بالبيئة، ويتسبب في مشكلات صحية للمستهلكين.

مخاطر وسلبيّات التغذية "المركّزة"

ينفي الباحث في الهندسة الوراثية محمد الياشيوي من الرباط وجود خلاف أو تناقض بين العلماء حول موضوع الأغذية المعدّلة وراثيًا، متحدّثًا في الوقت نفسه عن مخاطر صحية من تسويق هذه المنتجات.

ويوضح الياشيوي، في حديث إلى "العربي"، أنّ "الهندسة الوراثية تعني أن نأتي بصفة من الصفات من مخلوق حيّ إما حيواني أو نباتي وندخله في خلية أخرى لمخلوق آخر".

ويتحدث عن نوعين من التغذية، هما التغذية الميتة والتغذية المركّزة، يقول إنّهما تنطويان على مخاطر جمّة، وأنّهما نتيجة للمنتجات المعدّلة وراثيًا.

وإذ يقرّ بأنّ "الهندسة الوراثية حلّت إشكاليات كثيرة بحيث أصبحت مادة الأنسولين مثلاً تُباع في أي مكان في العالم"، يلفت إلى أنّه في مقابل هذا الجانب الإيجابي، هناك نتائج وتداعيات سلبية لا بدّ من التنبّه منها، واضعًا ازدياد الوزن مثلًا ضمن النتائج السلبية للتغذية المركّزة.

الطفرات الوراثية موجودة منذ الأزل

في المقابل، يعتبر الخبير في الأمن الغذائي والطوارئ فاضل الزغبي من عمّان أنّ الطفرات الوراثية ليست وليدة اللحظة وإنما موجودة منذ الأزل، ولكن كانت تتمّ بفعل عوامل خارجية، "فحتمًا القمح قبل مئة عام ليس مثل القمح أيام الرومان، وكذلك الأغنام وغيرها".

ويرى الزغبي، في حديث إلى "العربي"، أنّ "ما يحصل الآن هو طفرات وراثية مسيطَر عليها، بعد درس كل أنواع المخاطر التي يمكن أن تنجم عنها والتي يتخوّف الكثير من المعارضين للتعديل الوراثي منها كالحساسية والنقل الجيني وغيرها، ولكن لها فوائد عديدة".

ويشدّد على أنّ التعديل الوراثي ليس خلق كائن جديد وليس الانتقال من الأغنام إلى شيء آخر جديد بحيث يؤثر على التكوين البشري.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close