وسط أجواء من الحزن، شيّع الفلسطينيون اليوم الجمعة، الشاب لطفي اللبدي، في بلدة اليامون بجنين، الذي استشهد فجر اليوم متأثرًا بإصابته يوم الإثنين الماضي برصاص الجيش الإسرائيلي.
وانطلق موكب تشييع الشاب البالغ من العمر 18 عامًا من مستشفى جنين الحكومي، باتجاه بلدة اليامون، مسقط رأس الشهيد، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه من قبل ذويه ومحبيه، ووري جثمانه الثّرى بعد صلاة الجمعة.
وتخلل موكب التشييع الذي ضم المئات من الفلسطينيين، إطلاق نار كثيف في الهواء من قبل ملثمين فلسطينيين.
وللشهيد لطفي شقيقة استشهدت خلال انتفاضة الحجارة، أثناء اقتحام قوات الاحتلال البلدة، ومداهمة منزل ذويها بهدف اعتقال أشقائها.
وأُصيب اللبدي وشاب آخر بجراح خطيرة، خلال مواجهات اندلعت الإثنين الماضي، عقب اقتحام قوة إسرائيلية لبلدة اليامون، نُقل على إثرها إلى المستشفى، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وفي حينه، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن إصابتين حرجتين بالرصاص الحي في الرأس والرقبة، وأخرى في الظهر، وصلتا مستشفى ابن سينا التخصصي.
توتر متصاعد
وتشهد الضفة الغربية، توترًا ملحوظًا، منذ بداية الشهر الجاري، حيث يشن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقالات وتفتيش واسعة، يعقبها اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين، أسفرت عن مقتل 19 فلسطينيًا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ويراقب مقاتلون أطراف مخيم جنين وأصابعهم على الزناد. يتواجدون في كل زقاق من المخيّم، ويتجول بعضهم علنًا وبعضهم لا يظهر، ففي أي لحظة قد يقتحم عناصر الاحتلال المخيّم لاعتقال والد منفذ عملية تل أبيب رعد حازم.
وأعربت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، عن "قلقها العميق" إزاء العنف المستمر منذ شهر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى هبّة عارمة دفاعًا عن المسجد الأقصى.
مواجهات في الأقصى
وكان عشرات الآلاف من الفلسطينيين قد أدوا صلاة الفجر في المسجد، وشارك الآلاف منهم في وقفة نُظمت قبالة المصلى القبلي، رددوا خلالها هتافات "الله أكبر" و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
كما رفع الشبان المشاركون في الوقفة، الأعلام الفلسطينية، ورايات خضراء.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى بالقدس عقب صلاة فجر اليوم الجمعة لليوم السادس.
وأفاد مراسل "العربي" بوقوع عشرات الإصابات بالرصاص المعدني والمطاطي بينهم صحافيون إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى فجر اليوم.
وكانت السلطة الفلسطينية طالبت أمس الخميس الإدارة الأميركية بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وحملت إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع.