الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

"أعدموهم وأحرقوا جثثهم".. تقرير يكشف تفاصيل مجزرة جديدة في سوريا

"أعدموهم وأحرقوا جثثهم".. تقرير يكشف تفاصيل مجزرة جديدة في سوريا

Changed

وثائقي من إنتاج التلفزيون العربي يكشف تسجيلات مسرّبة للمتهم بارتكاب مجزرة حي التضامن (الصورة: مواقع التواصل)
تعود الجثث الـ15 لمدنيين ومنشقّين في منطقة اللجاة، قُتلوا برصاص قوات النظام، خلال مداهمة أحد المنازل في يناير 2012 بمحافظة درعا.

كشف تحقيق لـ"المركز السوري للعدالة والمساءلة" الحقوقي، في 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن مجزرة قام بها عناصر من النظام السوري في درعا، شبيهة بـ "مجزرة حي التضامن".

وبعنوان: "لا تتركوا أثرًا: إحراق الحكومة السورية رفات الضحايا والتخلص منها"، كشف التقرير أنه في أواخر عام 2012، رأى أحد رعاة الأغنام مجموعة من الجنود التابعين للنظام السوري في المنطقة الواقعة بين درعا وضواحي دمشق، أثناء توجّههم إلى مناطق معزولة في الصحراء، حيث أضرموا النار في المنطقة، وكأنهم يحرقون شيئًا ما لإخفائه.

ودفع الفضول الراعي إلى التوجّه إلى مكان إضرام النار، حيث عثر على رفات بشرية محترقة. وتواصل الراعي مع أحد عناصر جماعات المعارضة المسلّحة من "لواء أمهات المؤمنين"، وأخبره عن موقع حرق تلك الجثث.

وفي 4 يناير/ كانون الثاني 2013، نصب عناصر في فصيل "لواء أمهات المؤمنين" كمينًا لمجموعة من قوات النظام على طريق الشقرانية بدرعا، حيث استهدفوا قافلتهم العسكرية وقتلوا جميع عناصرها وصادروا أسلحتهم، وهواتفهم النقّالة، بالإضافة إلى جهاز حاسوب محمول.

وحصل أحد الناشطين السوريين من ضواحي دمشق على الحاسوب من أحد أعضاء الجماعة المعارضة، وتمكّن من استرجاع 131 تسجيلًا مصورًا، و440 صورةً، وملفَي تسجيل صوتي.

وأواخر عام 2021، تواصل الناشط، الذي يقيم حاليًا خارج سوريا، مع "المركز السوري للعدالة والمساءلة" الحقوقي، حيث أخبر الناشطين في المركز أنه يملك مقاطع فيديو وصورًا تُظهر عمليات إعدام معتقلين، وحرق جثثهم قبل دفنها.

وأظهرت مجموعة أولى من الفيديوهات والصور التي حلّلها المركز، قوات تابعة للمخابرات العسكرية، وتشكيلات تابعة للفرقة التاسعة واللواء 34 في منطقة اللجاة بدرعا، بينما تُجري عمليات تعبئة لشنّ عملية عسكرية.

أما المجموعة الثانية من التسجيلات، فأظهرت مركبة نقل صغيرة تقلّ عددًا كبيرًا من الجثث، لكن لم يتم التعرّف على أي جثة منها، في حين يقول عناصر النظام في التسجيل، مشيرين إلى الجثث: "هذا إدلبي، وهذا إدلبي، وذلك حموي". وكان أصحاب الجثث الثلاثة يرتدون ملابس مدنية.

ووثّقت مجموعة ثالثة من التسجيلات عملية نقل ما لا يقلّ عن 15 جثة، وهويات أصحابها أمام الكاميرا، وركلها في حفرة صغيرة، ثمّ سكب البنزين عليها، وإشعال النار فيها. كما تناوب عناصر من قوات النظام على سكب البنزين تدريجيًا لإبقاء النيران مشتعلة أطول فترة ممكنة، من أجل طمس هويات أصحاب الجثث، وفقًا للتقرير.

ورجّح التقرير أن الجثث الـ15 تعود لمدنيين ومنشقّين في منطقة اللجاة، قُتلوا برصاص قوات النظام، خلال مداهمة أحد المنازل في يناير/ كانون الثاني 2012 بمحافظة درعا.

وحلّل المركز الفيديوهات وقاطعها مع صور التقطتها أقمار اصطناعية تُظهر حركة شاحنات تنقل الجثث.

فيما قال التقرير إن فرع المخابرات العسكرية في مدينة المسمية بدرعا، أصدر أمرًا لأحد الأشخاص بأن يصوّر عملية التخلّص من رفات بعض الضحايا؛ كما صدرت الأوامر بسكب البنزين على وجوه أصحاب الجثث وأيديهم، واستُخدمت إحدى آليات الحفر أو الجرافات المملوكة لقوات النظام من أجل حفرة المقبرة الجماعية.

وأشار التقرير إلى أن ضباط رفيعي المستوى من قوات النظام حضروا عملية التخلّص من الرفات البشري، وأن الجثث قد نُقلت وأُحرقت ودُفنت في موقع آخر غير الموقع الذي شهد إعدام أصحابها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close