أظهرت التوقعات للفترة من أكتوبر/ تشرين الأول حتى ديسمبر/ كانون الأول المقبلين، وجود احتمال كبير لاستمرار ظروف الجفاف بمستويات أعلى من المتوسط في منطقة القرن الإفريقي، وفق ما كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليوم الجمعة.
وتؤكد هذه التوقعات مخاوف وكالات الإغاثة التي تحذر منذ أشهر، من تفاقم عواقب الجفاف على إثيوبيا والصومال وأجزاء من كينيا، بما في ذلك خطر المجاعة في الصومال.
وقال جوليد أرتان، مدير مركز إيجاد للتنبؤات والتطبيقات المناخية، وهو مركز إقليمي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في شرق إفريقيا: "للأسف، تظهر نماذج توقعاتنا، وبدرجة عالية من الثقة، أننا ندخل الموسم الخامس على التوالي بدون أمطار في القرن الإفريقي".
وأضاف أرتان: "في إثيوبيا وكينيا والصومال نحن على شفا كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل".
ويواجه 18 مليون شخص على الأقلّ في القرن الإفريقي جوعًا شديدًا في ظلّ أسوأ فترة جفاف منذ 40 عامًا في المنطقة، ومن المتوقع أن يصلوا إلى 20 مليونًا بحلول سبتمبر/ أيلول القادم.
وكان خبراء الأرصاد الجوية قد أشاروا إلى أن هطول الأمطار في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني القادمين لا تحسن الوضع الحالي، مع تضرر الأراضي والمحاصيل بشكل كبير.
وأتى شح الأمطار على محاصيل عديدة وتسبّب بنفوق المواشي، حيث قضى في كينيا وإثيوبيا على نحو 4 ملايين من رؤوس الماشية وهو مورد المعيشة الوحيد لسكان محليين.
خطر المجاعة
وحذّرت الأمم المتحدة سابقًا من وجود سباق مع الوقت لمنع المجاعة في الصومال، حيث بات أكثر من 200 ألف شخص على شفير المجاعة، وسط موجة جفاف قياسية.
كما يؤثر الجفاف على نحو 8,1 ملايين شخص في إثيوبيا التي تعاني من نزاع بالإضافة إلى الظروف المناخية، لا سيما في الشمال.
وبحسب أرقام نشرتها الحكومة في يونيو/ حزيران الماضي، يعاني نحو 950 ألف طفل دون سن الخامسة و134 ألف امرأة حامل أو مرضعة، في المناطق القاحلة النائية في كينيا، من سوء التغذية الحاد، وهم بحاجة إلى المساعدة.
ويتزامن الجفاف مع ارتفاع عالمي في أسعار الغذاء والوقود بسبب الحرب في أوكرانيا. من جانبه، أعلن البنك الدولي في يونيو/ حزيران أنه: من المتوقع أن يواجه ما يقدر بنحو 66.4 مليون شخص في منطقة القرن الإفريقي ضغوطًا غذائية أو أزمة غذائية أو مجاعة بحلول يوليو/ تموز.
