استشهد الشاب عبد الرحمن عثمان برصاص الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، في حارة الشيخ بمخيم طولكرم شمال الضفة الغربية، ما يرفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي فجر الأربعاء ضد المدينة ومخيميها إلى 7.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن شهود عيان داخل المخيم، أن أن جيش الاحتلال ترك الشاب عبد الرحمن عثمان ينزف على الأرض منذ ساعات طويلة، دون أن يسمح لمركبات الإسعاف من الوصول إليه.
ووفقًا للوكالة فقد أصيب عدد من المواطنين برصاص قناصة الاحتلال المنتشرين على أسطح المباني العالية في المخيم ومحيطه، دون معرفة حجم الإصابة ومصيرها، بسبب منع مركبات الإسعاف من دخول المخيم، وإعاقة عملها الميداني.
تصعيد إسرائيلي متواصل في الضفة
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، "استشهاد الشاب محمد فيصل دواس أبو عواد (27 عامًا) برصاصة في البطن، أطلقها عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي في طولكرم".
كما أفاد شهود عيان بإصابة شاب آخر بالرصاص الحي خلال عملية عسكرية ينفذها الجيش الإسرائيلي في أحياء عدة من مخيم نور شمس.
ومنذ أمس الأربعاء، يواصل الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مدينة طولكرم، امتدت لتشمل مخيم نور شمس.
وقال الشهود بأن القوات الإسرائيلية تعمل على تجريف شوارع وهدم محالٍ تجارية ومنازل فلسطينية، من دون تفاصيل.
ويوم أمس الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 5 فلسطينيين في طولكرم؛ جراء قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة وبرصاص حي، مما يرفع عدد الشهداء في الضفة إلى 364.
6090 معتقلًا من الضفة
في سياق متصل، ارتفع، اليوم الخميس، عدد المعتقلين بالضفة الغربية على يد الجيش الإسرائيلي إلى 6090، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعد اعتقال 60 فلسطينيًا الليلة الماضية بينهم أطفال وأسرى سابقون، حسبما أفاد بيان مشترك لكل من هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني.
وذكر البيان أن حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر "ترتفع إلى أكثر من 6090، وتشمل من جرى اعتقالهم من المنازل وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن".
وأضاف أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت منذ مساء أمس الأربعاء وحتّى صباح اليوم الخميس، حملة اعتقالات واسعة طالت 60 مواطنًا على الأقل من الضّفة، بينهم أطفال، وأسرى سابقون".
وتركزت عمليات الاعتقال "في محافظة الخليل وبيت لحم جنوب الضفة، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات رام الله (وسط)، ونابلس وطولكرم (شمال) والقدس"، بحسب البيان ذاته.
إلى ذلك، أشار البيان إلى استمرار الجيش الإسرائيلي في عمليته العسكرية بطولكرم منذ أمس الأربعاء، مبينًا أن المدينة ومخيمها يتعرضان "لعدوان شامل، وعمليات تحقيق ميداني واسعة للمئات من المواطنين، يرافقها اعتداء بالضرب المبرح".
وأوضح البيان أنه "في ضوء استمرار العملية العسكرية في طولكرم، لم يتسنّ لنا التأكّد من أعداد المعتقلين ومن أبقى الاحتلال على اعتقالهم".
وأشار إلى أن حملات الاعتقال ترافقها "عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني، وتخريب وتدمير منازل المواطنين، وإطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل".
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي المدمرة ضد قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية، ووسّع من الاقتحامات والمداهمات.
"حريات" يطالب بإجراءات عاجلة لحماية المعتقلين
في غضون ذلك، طالب مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف، بالقيام بدورها القانوني والأخلاقي، واتخاذ إجراءات عملية عاجلة لحماية المعتقلين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وإجباره على وقف الانتهاكات الجسيمة بحقهم.
وحذر "حريات" في بيان، اليوم الخميس، من عمليات قتل قادمة بحق المعتقلين والمعتقلات، خاصة أن سلطات الاحتلال قررت تمديد إعلان حالة الطوارئ في منشآت المعتقلات، ما يعني مزيدًا من الإجراءات والممارسات اللاإنسانية المخالفة لأحكام القانون الدولي الإنساني، وفق ما نقلت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية.
وأكد أن ظروف استشهاد المعتقل عبد الرحمن مرعي في معتقل مجدو بتاريخ 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، إثر تعرضه للضرب المبرح من مجموعة كبيرة من السجانين، باعتراف المندوبة لدى نيابة سلطات الاحتلال، تؤكد النية المبيتة لدى إدارات المعتقلات بارتكاب أفعال تقود إلى قتل المعتقلين ماديا ومعنويا، وإخضاعهم لظروف لا تصلح للحياة.
ودعا "حريات"، اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى القيام بواجبها، والمباشرة فورا بزيارة المعتقلات للاطلاع على أوضاع المعتقلين الفلسطينيين والعرب.
وحث على تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في ظروف احتجاز المعتقلين، وخاصة أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الإدارة منذ السابع من أكتوبر الماضي، أدت حتى الآن إلى استشهاد 7 معتقلين، ما يؤشر على خطر كبير يتهدد حياتهم.