الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

ألفاظ مشفرة وتعبير عن الهوية.. "الأندرغراوند" لغة الشباب الجزائري

ألفاظ مشفرة وتعبير عن الهوية.. "الأندرغراوند" لغة الشباب الجزائري

Changed

"العربي" يلقي الضوء على رواج لغة "الأندرغراوند" بين شباب الجزائر (الصورة: غيتي)
تشرح الصحافية فتيحة زماموش تطور اللهجة المحكية لدى الشباب الجزائري، لتصبح ألفاظًا مشفرة يصعب أحيانًا فهمها من قبل فئات عمرية أخرى.

غالبًا ما تتداخل لغات الشعوب المختلفة مع بعضها البعض فتشكل لغة مغايرة للغة الأم، وهذا هو التطور الطبيعي للغات في العالم، إلا أن تطور التكنولوجيا يسرّع هذه العملية أكثر وأكثر. 

 فقد ابتكر الشباب في الجزائر، لغة جديدة ورائجة تتداخل فيها لغات كثيرة أخرى وتعبر عن تمرد وهواجس تحت مسمى "الأندرغراوند".

ويبتعد الشباب الجزائري يومًا بعد يوم عن استخدام مفردات اللغة العربية الفصحى أو حتى اللهجة الدارجة في بلدهم، بحيث تقترب مفرداتهم شيئًا فشيئًا من لغات أخرى مثل الفرنسية، والإنكليزية، والإسبانية، والإيطالية.

قاموس مشفر عن واقع الشباب

وينفرد شباب الأحياء الشعبية في المدن، باستخدام ألفاظ مشفرة يصعب فهمها من قبل فئات عمرية أخرى، وفق الصحافية الجزائرية فتيحة زماموش التي تطرقت إلى هذا الموضوع في تحقيق لها في صحيفة "العربي الجديد".

فقد ركّزت زماموش على دخول كلمات جديدة إلى قاموس لغة الشباب، الذي يزوّد باستمرار بألفاظٍ تعبّر عن ظروفهم الاجتماعية والنفسية، بحيث يهرب الشباب إلى تعابير خاصة مستوحاة من تجاربهم اليومية.

ومثال على ذلك، مصطلح "نافيقي" الذي يعني السعي إلى كسب المال بأي طريقة، و"القافز" أي "من يُنعت بها شاطر، وتخطى الصعوبات خلال محاولته"، كما "البزناسي" التي ترمز إلى الشاب الذي شق طريقه في عالم الأعمال الحرة، وغيرها العديد من الكلمات.

وتشير زماموش في هذا الإطار، إلى حصول فجوة لغوية بين الأجيال، إذ أن الجيل الأول يعتبر بعض الألفاظ شتيمة وسوقية، وتخرج عن إطار الآداب العامة، بينما يصنفها الجيل الثاني كعناصر هوية تحقق الاستقلال الذاتي.

تطور اللغة المحكية في الجزائر

ومن الجزائر، تشرح زماموش في حديث مع "العربي" أن اللغة التي أطلق عليها اسم "الطابق السفلي" في اللغة العربية، هي تطور طبيعي للمحيط الاجتماعي الذي يعيشه الشباب الجزائري ويشكل لهم ميزة خاصة.

ولكنها ترى أن هذا التطور في استعمال المفردات يعتبر في بعض الأحيان غريبًا على المجتمع ككل، كونها تستخدم في فضاء خاص بالشباب وليس في فضاء عام.

وعن الفئة العمرية المحددة التي تروج فيها هذه اللغة، فتقول زماموش إنها ما بين 15 و25 سنة.

في المقابل، أكّدت الصحافية الجزائرية أنه من الصعب تحديد توقيت دقيق لدخول هذه الألفاظ على اللغة المحلية، إلا أنها تعتقد أن تطورها مرتبط بشكل وثيق بالتطور الاجتماعي والسياسي خصوصًا بعد "ثورة 5 أكتوبر"، إلى جانب التطور الاقتصادي وتأثير التكنولوجيا على ثقافة الشباب.

وتردف: "تنتشر الألفاظ الجديدة على اللهجة الجزائرية في الثانويات والأحياء الشعبية، وتختلف باختلاف الظروف الاجتماعية ولا سيما لدى الشباب العاطلين عن العمل".

شرخ ثقافي

أما عن الفجوة اللغوية بين الجيل الصاعد والجيل الأكبر الذي يمثله فترة الثمانينيات والتسعينيات، فتقول زماموش إن بعض الألفاظ تكون مشفرة إذ لديها خصوصية بين هؤلاء الشباب.

وتلفت في هذا الخصوص، إلى أن علماء النفس والاجتماع يجمعون على أن اللغة بحد ذاتها هي ظاهرة اجتماعية، ترتبط بالبيئة التي تنطق فيها وتعبر عن شؤون حياتهم وتعكس الشرخ الكبير بين الأجيال وحتى بين الأرياف والمدن وأحيانًا بين حي وآخر.     

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة