الإثنين 14 أكتوبر / October 2024

أمراض واكتئاب.. حذار "الإفراط" في النوم رغم فوائده الظاهرة

أمراض واكتئاب.. حذار "الإفراط" في النوم رغم فوائده الظاهرة

شارك القصة

فقرة سابقة ضمن "صباح جديد" تتناول دراسة تكشف الوقت الكافي للنوم (الصورة: غيتي)
يختلف مقدار النوم المثالي الذي يحتاجه الفرد بين شخص وآخر  بحسب العمر ومستوى النشاط والصحة العامة ونمط الحياة، وفق ما كشفت الدراسات.

يرتبط النوم الجيد بالصحة الجسدية والعقلية بشكل عام. وقد تحدثت دراسات عدة عن أضرار قلة النوم، لكنّ الإفراط بالنوم أو النوم لفترات طويلة في المقابل قد لا يكون أفضل بكثير.

فقد ربطت دراسة نشرت في مجلة "بلوس وان" الطبية بين الإفراط في النوم، وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب التاجية والسكري من النوع الثاني والقلق والسمنة لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا.

وبحسب موقع "لايف سينس"، يقول الدكتور جاي ميدوز الرئيس الإكلينيكي والمؤسس المشارك في مدرسة النوم في بريطانيا: "إن النوم هو طريقتنا الطبيعية لإعادة شحن الجسم والعقل وإصلاحه وحتى إزالة السموم منه من جهود وضغوط اليوم السابق". ويضيف: "إن النوم ينظم هرمونات الشهية لدينا، ويساعدنا على إدارة وزن صحي".

ربطت دراسات بين الإفراط في النوم والإصابة ببعض الأمراض المزمنة
ربطت دراسات بين الإفراط في النوم والإصابة ببعض الأمراض المزمنة - غيتي

نمط النوم المناسب

وبحسب الدراسات، فإنّ مقدار النوم الذي يحتاجه الفرد يعتمد على العمر ومستوى النشاط والصحة العامة ونمط الحياة. وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بسبع إلى تسع ساعات من النوم للبالغين، عشر ساعات للمراهقين وبين 14 إلى 17 ساعة لحديثي الولادة.

ويصف خبراء النوم لفترة واحدة طويلة خلال الليل من دون انقطاع بالنوم أحادي الطور. أمّا النوم ثنائي الطور فهو مجزأ حيث يقوم الفرد بتقسيم غفوته إلى فترتين مختلفتين. وينصح علماء في مركز علوم النوم البشري بجامعة كاليفورنيا الأشخاص البالغين بالحصول على قسط كاف من النوم للتمتع بالصحة النفسية والعقلية والرفاهية العاطفية.

وتحذر خبيرة النوم في كلية الطب بجامعة هارفرد الدكتورة ريبيكا روبنز من النوع المتقطع من النوم الذي ينطوي على بعض المخاطر كالشعور شبه الدائم بالنعاس وضعف الأداء والإعياء والتعرض لحوادث السير أو المرض.

وتقدّم روبنز مجموعة من النصائح لنوم مريح ومنها أن يصل إجمالي عدد ساعات النوم إلى سبع ساعات على الأقل يوميًا. أمّا القيلولة فيجب ألا تقل عن ساعة مع الحفاظ على إضاءة منخفضة أثناء النوم وعدم استخدام الهاتف المحمول أو الحاسوب. وتعتبر أن نمط النوم أحادي الطور هو الأفضل للصحة العقلية والجسدية والنفسية. 

يحذر الخبراء من من النوع المتقطع من النوم الذي ينطوي على بعض المخاطر - غيتي
يحذر الخبراء من من النوع المتقطع من النوم الذي ينطوي على بعض المخاطر - غيتي

الإفراط في النوم

وعلى عكس الأرق، فإن الإفراط في النوم يعبّر عن حالة يفرط فيها الفرد في النوم ويشعر بالنعاس المفرط في أثناء النهار.

ويقول ميدوز: "يتميز فرط النوم بالنعاس المفرط في أثناء النهار حيث يشعر الفرد بالحاجة إلى النوم لفترة أطول مما يحتاجه ومع ذلك يبقى مستيقظًا".

ويضيف: "يمكن أن يكون فرط النوم ابتدائيًا حيث لا يوجد عادة سبب محدد له، وثانويًا أي أنه بسبب الحالات الطبية الأخرى أو مشكلات الصحة العقلية أو الأدوية أو اضطرابات النوم بسبب العمل بنظام الورديات".

ضعف وظائف المخ

ويمكن أن يؤثر النوم لفترات طويلة بشكل سلبي على الدماغ، وفقًا لأكبر دراسة عن النوم في العالم نُشرت في مجلة "سليب".

وقد وجد علماء الأعصاب في معهد الدماغ والعقل التابع للجامعة الغربية في كندا أن الإفراط في النوم يمكن أن يقلل من القدرة المعرفية ومهارات التفكير.

يمكن أن يؤثر النوم لفترات طويلة بشكل سلبي على الدماغ
يمكن أن يؤثر النوم لفترات طويلة بشكل سلبي على الدماغ - غيتي

زيادة الوزن

كما وجدت الأبحاث المنشورة في مجلة "سليب" أن الأشخاص الذين ينامون من 9 إلى 10 ساعات في الليلة كانوا أكثر عرضة بنسبة 21% للإصابة بالسمنة على مدى ست سنوات مقارنة بمن ينامون لمدة سبع إلى ثماني ساعات.

وكانت الصلة بين وقت النوم والسمنة هي نفسها حتى عند أخذ نوعية الطعام وممارسة الرياضة في الاعتبار.

الاكتئاب وتأثير نمط الحياة

أكثر من ذلك، فإن النوم المفرط هو عرض محتمل للاكتئاب والقلق ويمكن أن يجعل الأمور أسوأ. وقد أظهرت دراسة نُشرت في "سليب ميديكال ريفيوز" أن الأشخاص الذين ينامون لفترات طويلة لديهم معدل اكتئاب أعلى.

كما يحاول الجسم التعويض عن عدم حصوله على قسط كاف من النوم بسبب نمط حياة الفرد، مثل الكحول أو تناول بعض الأدوية، حيث ينام الفرد بشكل زائد.

وقد وجدت الدراسات أن الحصول على قسط كبير من النوم يمكن أن يلعب دورًا في زيادة الالتهاب في الجسم، والذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بعدد كبير من الحالات الصحية من مرض السكري إلى مرض الزهايمر.

ويشير ميدوز إلى أن عادات نمط الحياة السيئة التي تؤثر سلبًا على جودة النوم ومدته تشمل الاستهلاك المفرط للكافيين والكحول والسكر والنيكوتين، فضلًا عن عدم ممارسة الرياضة". 

ويلفت إلى ضرورة الحد من شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين وشرب 3 مشروبات منها كحد أقصى في اليوم، وتناول البدائل العشبية أو منزوعة الكافيين في منتصف النهار.

كما يؤكد على أهمية النشاط واختيار التمارين الهوائية مثل المشي أو الركض أو الرقص.

تابع القراءة
المصادر:
العربي- ترجمات
Close