الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

أمطرت مدنًا أوكرانية بالصواريخ.. روسيا تستعد للمرحلة التالية من الحرب

أمطرت مدنًا أوكرانية بالصواريخ.. روسيا تستعد للمرحلة التالية من الحرب

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول الهجوم الصاروخي الروسي على مدينة فينيتسيا الأوكرانية (الصورة: وسائل التواصل)
أعلنت روسيا أن قواتها ستكثف هجماتها في جميع مناطق العمليات في أوكرانيا، فيما أكدت كييف أن موسكو تستعد للمرحلة التالية من هجومها في أوكرانيا.

بعد إعلانها بأن قواتها ستكثف عملياتها العسكرية في "جميع مناطق العمليات"، كشف مسؤول عسكري أوكراني السبت، أن روسيا تستعد للمرحلة التالية من هجومها في أوكرانيا.

وكانت صواريخ وقذائف روسية انهمرت على عدد من المدن في ضربات تقول كييف إنها أدت إلى مقتل العشرات في الأيام الأخيرة.

"المرحلة التالية" للهجوم

بدوره، قال المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي: "ليست ضربات صاروخية من الجو والبحر فحسب، بل يمكننا أن نرى القصف على طول خط التماس بأكمله، على طول خط المواجهة بأكمله. هناك استخدام نشط للطيران التكتيكي وطائرات الهليكوبتر الهجومية".

وتابع: "هناك بالفعل نشاط معين للعدو على طول خط المواجهة بأكمله، من الواضح أن الاستعدادات جارية الآن للمرحلة التالية من الهجوم".

من جانبه، ذكر الجيش الأوكراني أن روسيا تعيد على ما يبدو تجميع وحداتها لشن هجوم على مدينة سلافيانسك ذات الأهمية الرمزية التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونيتسك الشرقية.

وتقول أوكرانيا: إن 40 شخصًا على الأقل قتلوا في قصف روسي لمناطق حضرية في الأيام الثلاثة الماضية، مع اشتداد الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير/ شباط.

وفي أحدث ضربات، أفاد حاكم منطقة خاركيف أوليه سينهوبوف بأن صواريخ سقطت على بلدة تشوهيف شمال شرقي خاركيف ليل الجمعة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم امرأة تبلغ من العمر 70 عامًا وإصابة ثلاثة آخرين.

وإلى الجنوب، قال فالنتين ريزنيشنكو، حاكم إقليم دنيبروبتروفسك التي تضم المدينتين، عبر تلغرام: إن صواريخ روسية أصابت مدينة دنيبرو الواقعة على بعد حوالي 120 كيلومترًا شمالي نيكوبول في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 آخرين. وأضاف أن الضربات أصابت مصعنًا وشارعًا مزدحمًا.

من جهتها، قالت روسيا أمس السبت إنها دمرت مصنعًا في دنيبرو يُصنّع مكونات صاروخية.

تكثيف العمليات الروسية

وتقول موسكو، التي تصف الهجوم بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع السلاح و"القضاء على النازية" في جارتها، إنها تستخدم أسلحة عالية الدقة لتقويض البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وحماية أمنها. ونفت مرارًا استهداف المدنيين.

فيما تقول كييف والغرب: إن الصراع هو محاولة غير مبررة لإعادة احتلال دولة تحررت من حكم موسكو مع انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمر الوحدات العسكرية بتكثيف العمليات لمنع الضربات الأوكرانية على شرق أوكرانيا والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها روسيا، حيث قال: إن كييف قد تضرب البنية التحتية المدنية أو السكان، وفقًا لبيان صادر عن الوزارة.

وبدت تصريحاته بمثابة رد مباشر على ما وصفته كييف بسلسلة من الضربات الناجحة التي نفذت على 30 من المراكز اللوجستية ومراكز الذخيرة الروسية باستخدام العديد من أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة التي قدمها الغرب مؤخرًا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية يوم الجمعة: إن الضربات تسببت في فوضى في خطوط الإمداد الروسية وقللت بشكل كبير من القدرة الهجومية لروسيا.

قصف روسي متواصل في مناطق الشرق الأوكراني - رويترز
قصف روسي متواصل في مناطق الشرق الأوكراني - رويترز

"حرب استنزاف"

وفي حين أن تركيز الحرب، التي دخلت الآن شهرها الخامس، انتقل إلى منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، فإن القوات الروسية توجه ضرباتها الصاروخية إلى مدن في أماكن أخرى من البلاد فيما تحول بشكل متزايد إلى حرب استنزاف.

وفي أحد الهجمات التي أثارت غضب أوكرانيا وحلفائها الغربيين في الآونة الأخيرة، أصابت صواريخ كاليبر كروز أطلقتها غواصة روسية في البحر الأسود يوم الخميس مبنى إداريًا في فينيتسا، وهي مدينة يسكنها 370 ألف شخص على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب غربي كييف.

وقالت كييف: إن الضربة أدت لمقتل 23 على الأقل وإصابة العشرات. وكان من بين القتلى طفلة تدعى ليزا، تبلغ من العمر أربع سنوات ومصابة بمتلازمة داون، وُجدت جثتها بين الأنقاض بجوار عربة أطفال. وسرعان ما انتشرت صور لها وهي تدفع عربة الأطفال نفسها والتي نشرتها والدتها على مدونة قبل أقل من ساعتين من الهجوم.

وردت وزارة الدفاع الروسية قائلة: إن "الضربة على فينيتسا كانت موجهة إلى مبنى كان بداخله مسؤولون كبار من القوات المسلحة الأوكرانية في اجتماع مع موردي أسلحة أجانب".

انقسام في مجموعة العشرين بسبب الصراع

في غضون ذلك، هيمنت الحرب على اجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين في إندونيسيا. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين: إن الخلافات بسبب الصراع منعت الوزراء ومحافظي البنوك المركزية من إصدار بيان رسمي لكنهم اتفقوا على ضرورة معالجة أزمة الأمن الغذائي المتفاقمة.

وأضافت يلين: "هذا وقت صعب لأن روسيا عضو في مجموعة العشرين ولا تتفق معنا بشأن كيفية وصف الحرب".

وفرضت دول غربية عقوبات صارمة على روسيا واتهمتها بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا وهو ما تنفيه موسكو. ولم يصدر عن دول أخرى في مجموعة العشرين، منها الصين والهند وجنوب إفريقيا، موقف معلن من هذا الصراع.

وفي إحدى تداعيات هذا الصراع، أثار حصار يُقيّد صادرات الحبوب الأوكرانية تحذيرات من أنه قد يعرض الملايين في البلدان الفقيرة لخطر المجاعة.

وعلى الرغم من إراقة الدماء، تحدثت كل من روسيا وأوكرانيا عن إحراز تقدم نحو التوصل لاتفاق لرفع الحصار خلال محادثات في الآونة الأخيرة. وقالت تركيا، التي توسطت في المحادثات: إن اتفاقًا ربما يتم توقيعه هذا الأسبوع.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close