أودى فيروس كوفيد19 بحياة ستة ملايين شخص حول العالم، وتسبّب باضطراب عالمي غير مسبوق، لكن الدراسات الحديثة ترجّح أن هذا الفيروس قد يحمل في الواقع أدلة على علاج السرطان.
وكشفت دراسة جديدة نشرتها صحيفة "ديلي مايل" البريطانية أن نسخة معدّلة من بروتين "سبايك" المرتبط بالإصابة بفيروس كوفيد19، يمكنها تدمير أكثر أشكال سرطان الرئة فتكًا والتي يصعب علاجها.
تدمير خلايا السرطان؟
ويرتبط بروتين "سبايك" بآلية إصابة الفيروس للخلايا البشرية، حيث يتفاعل فيروس كورونا مع هذا البروتين في الخلايا المضيفة للفيروس داخل الجسم.
كما يُمكن أن يُصيب هذا البروتين خلايا سرطان الرئة ويدمّرها، لأنه عندما يقترن بخلايا أخرى يمكن له أن يحرك عملية موت الخلايا.
وقال كالبيدا باهان أستاذ علم الأعصاب في كلية "روش" للطب في شيكاغو والباحث الرئيسي في الدراسة: إن هذه النتائج الواعدة يمكنها أن تمنح أملًا لعلاج مرض سرطان الرئة.
وأشار إلى أنه يمكن حقن بروتين سبايك S1 داخل الأنف خلال المرحلة المتأخرة من سرطان الرئة، عندما لا يكون هناك علاج آخر للسيطرة على المرض.
وأشار الباحثون إلى أن بعض الأشخاص المصابين بسرطان الرئة تحسّنت حالتهم بعد الإصابة بفيروس كوفيد19، وهو ما يدعم صحة نظريتهم.
تجربة على الفئران
واعتمد فريق البحث في دراستهم التي نُشرت في مجلة "كانسيرز" (Cancers)، نسخة من بروتين سبايك المتاح للعلماء، ثمّ قاموا بتعريضه لخلايا سرطان الرئة غير صغيرة الخلايا (NSCLC) المأخوذة من البشر في طبق بتري. ووجد الباحثون أن الخلايا السرطانية دُمّرت عند إضافة البروتين.
ثمّ أعطى الباحثون هذا البروتين للفئران المصابة بسرطان الرئة عن طريق رشّه في أنوفها يوميًا. وأعطوا مجموعة أخرى من الفئران محلول ملحي كعنصر تحكم.
وبعد أربعة أسابيع من التجربة، فحص الخبراء الأورام في الفئران، وتبيّن أن عدد الأورام وحجمها انخفض في المجموعة التي تمّ إعطاؤها بروتين "سبايك".
ويتطلّع العلماء الآن إلى استخدام بروتين "سبايك" في التجارب السريرية لمرضى سرطان الرئة.
ويعدّ سرطان الرئة هو السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان في العالم، ويشكّل سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة حوالي 84% من جميع سرطانات الرئة.