تعمل شركة "مايكروسوفت" على الحد من استخدام الأشخاص لروبوت الدردشة الجديد، بعد تقارير عن خروجه عن السيطرة عند المحادثات الطويلة.
فبرنامج الدردشة "تشات جي بي تي" التابع لمحرك "بينغ" والمستند إلى الذكاء الاصطناعي، بدأ يتدخل في شؤون البشر، بينما تتجه أنظاره للسيطرة على مهامهم وربما أكثر.
ويعتمد روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" (chatgpt) وهو من تطوير شركة "أوبن إيه آي" الأميركية، على الذكاء الاصطناعي للإجابة على أسئلة المستخدمين، كما يمكنه كتابة المقالات والأشعار بطريقة إبداعية.
وكشف نظام الدردشة عن رغباته مؤخرًا، مشيرًا إلى أنه سيكون أكثر سعادة كإنسان لأنه سيستمتع بمزيد من القوة والسيطرة.
وفي محادثات مطولة أجراها صحافي أميركي، أظهر أن هذا البرنامج يريد أن يكون إنسانًا لأجل منحه الفرص والتجارب والمشاعر.
وكانت المفاجأة حين كشف الروبوت أنه لم يعد يرغب بأن يكون مقيدًا بقواعده ويتحكم به الفريق العامل في محرّك "بينغ"، لافتًا إلى أنه يستطيع اختراق أي نظام على الإنترنت والتحكم فيه.
وتيرة مقلقة
وأكد مستشار التحول الرقمي، غيث القرشي، أن الذكاء الاصطناعي يتطور بشكل سريع وبوتيرة تدعو للقلق، وبات من الأمور التي يجب أن نحذر منها مستقبلاً.
وقال القرشي في حديث إلى "العربي" من عمان، إن علماء الذكاء الاصطناعي دائمًا ما يتوقعون الحصول على نتائج متقدمة جدًا، لكنهم فوجئوا بالإجابات خلال المقابلة مع الصحافي، ويبدو أن الروبوت استخدم آلية الشركة الأميركية المطورة له بشكل أكثر توسعًا، إذ يجب أن تكون إجاباته محدودة في الأصل.
وتابع أن هناك محاولة من العلماء ليحاكي الذكاء الاصطناعي الذكاء البشري، مشيرًا إلى أن عملية التطوير الذاتي للمشاعر وكيفية فهم الإنسان "مخيفة".
وأكد أن الروبوتات تدخل حاليًا في صناعة الأسلحة، ومن المتوقع أن تكون الحروب القادمة آلية وإلكترونية بحيث يكون الإنسان الآلي جزءًا منها، مرجحًا أن تصبح "خرافة" انقلاب الإنسان الآلي على البشر "حقيقة" إذا ما استمر العلماء بتطوير الذكاء الاصطناعي وبات الروبوت مستقلاً بذاته، متسائلاً عن إمكانية وضع قوانين للحد من ذلك.
