السبت 27 أبريل / أبريل 2024

إحراق مبان وإعلان حالة الطوارئ.. رئيس كازاخستان يطلب المساعدة من روسيا

إحراق مبان وإعلان حالة الطوارئ.. رئيس كازاخستان يطلب المساعدة من روسيا

Changed

كازاخستان
كان نور سلطان نزارباييف قد تولى رئاسة البلاد في عام 1990 وحكم البلاد بقبضة حديدية (غيتي)
على الرغم من إعلان حكومة كازاخستان استقالتها لكن ذلك لم يمنع من خروج مواطنين لإحراق مبان حكومية وشل حركة البلاد.

طلب رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، مساء الأربعاء، المساعدة من تحالف عسكري مدعوم من موسكو للتصدي للاحتجاجات الشعبية المتواصلة في بلده.

جاء ذلك بعد إعلان حالة الطوارئ في العاصمة ومدن أخرى كبرى، إضافة إلى أقاليم عدة بعد اقتحام العديد من المباني الحكومية وإضرام النيران فيها في أسوأ اضطرابات تشهدها الجمهورية السوفيتية السابقة منذ أكثر من عقد.

"تهديد إرهابي"

إضافة إلى ذلك، قال رئيس كازاخستان في تصريح للتلفزيون الرسمي: "دعوتُ اليوم رؤساء دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى مساعدة كازاخستان لهزيمة التهديد الإرهابي".

وأضاف: أنّ "عصابات إرهابية" تلقّت "تدريبًا عميقًا في الخارج" تقود التظاهرات.

وكانت الحكومة قد قدمت استقالتها من دون أن يفلح ذلك في تهدئة غضب المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجًا على زيادة أسعار الوقود بدءًا من بداية العام الجديد.

وعلى الرغم من أن الاضطرابات ناجمة عن زيادة أسعار الوقود، فإن هناك مؤشرات على تصاعد المطالب لتشمل جوانب سياسية أشمل في بلد لم يتخلص بعد من إرث حكم الفرد الذي هيمن عليها لثلاثة عقود.

الحكم بقبضة حديدية 

وكان نور سلطان نزارباييف (81 عامًا) قد تولى رئاسة البلاد في عام 1990 وحكم البلاد بقبضة حديدية حتى استقالته عام 2019. وعلى الرغم من رحيله عن المنصب، استمر في الحفاظ على سلطته كزعيم للحزب الحاكم ورئيس مجلس الأمن القومي ذي النفوذ.

وقال الرئيس قاسم جومارت توكاييف، اليوم الأربعاء، إنه تولى رئاسة مجلس الأمن بدلًا من الزعيم المخضرم، كما قبل استقالة الحكومة. إضافة إلى ذلك، عيّن توكاييف كذلك نائبًا أولًا جديدًا ورئيسًا للجنة الأمن الوطني ليحل محل صمد أبيش قريب نزارباييف.

وبث مدون من كازاخستان لقطات مباشرة على موقع "إنستغرام" ظهر فيه مكتب رئيس بلدية ألما اتا وقد اشتعلت به النيران في حين تردد دوي طلقات نارية قريبة. كما كشفت مقاطع مصورة منشورة على الإنترنت مكتب النائب العام القريب وهو يحترق.

حظر التجوال الليلي

وتظاهر آلاف المتظاهرين في وسط العاصمة، بعدما فشلت قوات الأمن في تفريقهم بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.

وقال قائد شرطة المدينة اليوم الأربعاء إن "متطرفين ومتشددين" هاجموا كبرى مدن البلاد، ألما اتا، وهاجموا ما يصل إلى 500 مدني ونهبوا مئات الشركات.

وأعلن مرسوم رئاسي فرض حالة الطوارئ لأسبوعين وحظر التجول الليلي في العاصمة نور سلطان، التي سميت تيمنًا بالرئيس السابق، وعزا ذلك إلى وجود "تهديد أمني خطير ومباشر على المواطنين".

كما أُعلنت حالة الطوارئ في ألما اتا وفي إقليم مانجيستاو بغرب البلاد، حيث اندلع أول الاحتجاجات.

وذكر صحفيون بأن خدمات الإنترنت توقفت مع اتساع نطاق الاضطرابات. وقال موقع نتبلوكس المتخصص في مراقبة انقطاع الإنترنت في العالم: إن كازاخستان تشهد "تعتيمًا على الإنترنت على مستوى البلاد".

"نزارباييف إرحل"

وظهرت في مقاطع مصورة عناصر من الشرطة ومسؤولون أمنيون بملابس مدنية وهم يفرقون مجموعة صغيرة من المتظاهرين في مدينة شيمكنت ويقتادون رجالًا إلى سيارة شرطة وسيارة فان بيضاء، فيما هتف البعض "نزارباييف إرحل!"

وفي مدينة أكتوبي، تجمع مئات المتظاهرين في إحدى الساحات وهم يهتفون "إرحل أيها الرجل المسن!". وفي مقطع مصور نُشر على الإنترنت، ظهر رجال الشرطة وهم يستخدمون مدافع المياه والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين بالقرب من مكتب رئيس البلدية هناك.

إلغاء زيادة أسعار الوقود

وبعد قبول استقالة الحكومة، أمر توكاييف الوزراء بالإنابة بإلغاء زيادة أسعار الوقود التي تسببت في مضاعفة تكلفة غاز البترول المسال منذ بداية العام، وهو وقود سيارات يستخدمه الكثير من السكان بدلًا من الغاز الطبيعي المسال بسبب انخفاض تكلفته.

وهزت الاشتباكات صورة كازاخستان كبلد مستقر سياسيًا ويخضع لسيطرة محكمة، والتي استغلتها لجذب استثمارات أجنبية بمئات المليارات من الدولارات في قطاعي النفط والمعادن على مدى ثلاثة عقود منذ الاستقلال.

وكازاخستان حليف وثيق لروسيا. وقال الكرملين إنه يتوقع أن تنجح في حل مشاكلها الداخلية بسرعة وحذر الدول الأخرى من التدخل.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close