لا تزال تحركات العالم غير كافية، تجاه مكافحة فيروس كورونا، الذي مضى على تفشيه سنة ونصف؛ إذ إن الوباء كشف فشل قادة دول في التحرك السريع لمواجهته.
وندد مجلس مراقبة التأهب العالمي، وهو هيئة مستقلة أنشأتها منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، في تقرير، بالإخفاقات المستمرة في الاستجابة العالمية للوباء.
وكشف المجلس، أن السنة الأولى من الوباء، تحدّدت بفشل جماعي، في أخذ الاستعداد على محمل الجد، والتصرف بسرعة على أساس العلم، بينما اتسمت السنة الثانية بتفاوت عميق، وفشل قادة في فهم الترابط والتحرك على هذا الأساس.
منظمة الصحة العالمية تنادي بالمساواة في التلقيح وتحث الدول الكبرى على تأجيل الجرعة الثالثة pic.twitter.com/JgNX4VbBnb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 6, 2021
ونشر هذا التقرير خلال القمة العالمية للصحة في برلين، ويأتي فيما اقترب عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا من خمسة ملايين في العالم، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس.
عالم غير مسؤول
وخلاصة التقرير أن الوباء كشف عن عالم "غير متساو، ومنقسم وغير مسؤول".
بدوره أشار الرئيس المشارك لمجلس المراقبة الحاج آس سي، في مقدمة التقرير إلى أن "التقدم العلمي خلال كوفيد-19 وخصوصًا سرعة تطوير اللقاحات، تعطينا دافعًا لكي نكون فخورين".
العار شديد
ودعا الخبير السنغالي في المساعدة الإنسانية، لضرورة الشعور بما وصفه بـ"العار شديد"، في مواجهة المآسي المتعددة، وهي ادخار اللقاحات، والنقص الكارثي في الأكسجين في الدول ذات الدخل المحدود وجيل أطفال حرموا من التعليم وانهيار اقتصادات وأنظمة صحية هشة.
ولفت الرئيس المشارك إلى أن ملايين الوفيات الناجمة عن الوباء ليست لا عادية ولا مقبولة، وأردف قائلًا: "للأسف هناك أدلة قليلة جدًا على أننا استخلصنا العبر اللازمة من هذا الوباء".
ولفت إلى أنه لا يزال يموت آلاف الأشخاص يوميًا في حين أن الكثيرين يتحدثون ويتصرفون وكأن الوباء قد انتهى، وفق تعبيره.
ونظرًا لارتفاع عدد الوفيات المرتبطة مباشرة، أو بشكل غير مباشر بكورونا، اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الحصيلة الإجمالية للوفيات قد تكون أعلى بمرتين أو ثلاث مرات.
كما يأتي ذلك في إطار من التفاوت الكبير بين المناطق الغنية والفقيرة في مجال معدلات التلقيح.
وسبق أن أكدت مديرة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونغو – إيويلا، مطلع الشهر الجاري، أنه من أصل ستة مليارات جرعة لقاح أعطيت في العالم، فقط 1,4% كانت لسكان تلقوا اللقاح بالكامل في دول فقيرة.
وكان المجلس أعلن في 2020 أن الوباء كشف إلى أي حد كان العالم غير مستعد لمثل هذه الكوارث رغم التحذيرات التي أفادت بأن أوبئة كبرى لا يمكن تجنبها.