استشهد الشاب الفلسطيني عديّ التميمي، الذي تطارده قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 10 أيام، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار جديدة قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي مدينة القدس المحتلة.
وكان جيش الاحتلال قد فرض حصارًا على أهالي مخيم شعفاط شمال شرقي القدس في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري للبحث عن التميمي منفذ عملية الحاجز العسكري التي أدت إلى مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة اثنين آخرين.
إصابة جندي في العملية الجديدة
ووفق شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فقد أدى إطلاق النار عند مدخل مستوطنة معالي أدوميم إلى "إصابة أحد الحراس في يده قبل أن يتم تحييد المهاجم".
من جهتها، زعمت القناة "14" العبرية أن مسلحين فلسطينيين بينهما التميمي، وصلا إلى بوابة مستوطنة "معاليه أدوميم" وفتحا النار نحو اثنين من حراس المستوطنة، حيث أصيب أحدهما بجراح متوسطة، وتم إطلاق النار نحو منفذ العملية وهو التميمي ليستشهد على الفور.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال تجري عمليات بحث عن منفذين آخرين فروا من مكان تنفيذ عملية إطلاق النار، بحسب ما نقلت وكالة "صفا" الفلسطينية.
وأفادت خدمة الطوارئ الإسرائيلية "نجمة داود الحمراء" بأنها أسعفت "رجلاً في العشرينيات من عمره، أصيب في يده" ثمّ نقلته إلى مستشفى في القدس.
وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُزعم أنه يوثق العملية التي نفذها التميمي.
رغم إصابته بعدة رصاصات استمر عدي التميمي بمواجهة قوات العدو الصهيوني حتى الرمق الأخير. pic.twitter.com/1rrhwxQoxn
— شعيب بن صالح/الحساب الثاني (@FhhjAli) October 19, 2022
يوم حداد وإضراب تجاري
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" بأن القوى الوطنية والإسلامية في القدس المحتلة، التي نعت الشهيد التميمي، قد أعلنت الخميس يوم حداد وإضراب تجاري.
وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن القوى الوطنية قد أعلنت كذلك يوم "نفير عام" في كل أرجاء القدس وأن ترفع الرايات السوداء على المؤسسات والمنازل، ووقفة حداد في كافة المدارس على روح الشهيد.
من جهتها، أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أن غدًا الخميس سيكون يوم إضراب شامل "حدادًا على روح الشهيد التميمي، وتنديدًا بجرائم الاحتلال".
ودعت الحركة، في بيان الأربعاء، إلى "تصعيد المواجهات على كافة نقاط التماس في محافظات الوطن، وفاء للشهداء، وتأكيدًا على نهج النضال والكفاح الوطني".
كما أعلن اتحاد المعلمين الفلسطينيين أن الخميس سيكون إضرابًا شاملاً في جميع المدارس والمديريات ووزارة التربية والتعليم، حدادا على روح التميمي، واستجابة لدعوات الإضراب الشامل.
اقتحامات واعتداءات إسرائيلية
وتتهم قوات الاحتلال عدي التميمي بتنفيذ عملية استهدفت جنود الاحتلال على حاجز شعفاط في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وأدت لمقتل مجندة وإصابة اثنين آخرين، أحدهما بجراح حرجة.
ومعالي أدوميم هي إحدى أكبر المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وتقع بين القدس والبحر الميت.
ويأتي ذلك في سياق توتر شديد في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، حيث تنفذ قوات الاحتلال عمليات اقتحام واعتداءات واسعة بحق الفلسطينيين، ولاسيما بعد إعطاء المستوى السياسي الإسرائيلي صلاحيات واسعة لقوات الاحتلال، تضمن سهولة فتح وإطلاق النار على كل من يعتقدون أنه "يشكل خطرًا".
وشهد شمال الضفة تصاعدًا في التوتر في الفترة الأخيرة، لا سيما في منطقتي نابلس وجنين حيث كثّفت قوات الاحتلال مداهماتها في أعقاب هجمات دامية ضد أهداف إسرائيلية في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان.
وتخللت هذه الاقتحامات اشتباكات مع السكان الفلسطينيين، حيث سقط خلالها أكثر من 100 شهيد فلسطيني في أكبر حصيلة في الضفة الغربية منذ ما يقرب من سبع سنوات، وفق الأمم المتحدة.
وكان آخر تلك المواجهات في مخيم جنين يوم الجمعة الفائت وأسفرت عن استشهاد فلسطيني وجرح 20 آخرين، 4 منهم بحالة خطيرة بحسب مراسلة "العربي".