أعلن مشروع "يورو فيوجن" الأوروبي عن تحطيم الرقم القياسي لإنتاج الطاقة عبر الاندماج في مفاعل "جيت" البريطاني.
فقد توصل مجموعة من الباحثين في مقاطعة أوكسفورد في إنكلترا إلى أوضح دليل حتى الآن على نسخ العملية التي تمد الشمس بالطاقة.
وتقوم هيئة الطاقة الذرية في المملكة المتحدة ومقرها في مركز كولهام للعلوم، بإجراء أبحاث حول طاقة الاندماج نيابة عن الحكومة.
قفزة مهمة
وأبرزت النتائج التي تم الإعلان عنها من علماء ومهندسي "يورو فيوجن" في منشأة الحلقة الأوروبية المشتركة "جيت" إمكانات طاقة الاندماج، وذلك عبر دمج ذرتي هيدروجين لإنتاج ذرة هيليوم في عملية اعتبروها قفزة مهمة في مسيرة الحصول على طاقة نظيفة وموثوقة لا تنضب.
ولن ينتج عن تشغيل محطات توليد الطاقة في المستقبل على أساس الاندماج أي غازات دفيئة، ولن ينتج سوى كميات صغيرة من المواد المشعة قصيرة العمر.
ويعمل الاندماج على مبدأ أنّه يمكن إطلاق الطاقة عن طريق إدماج النوى الذرية معًا بدلًا من تقسيمها، كما في حالة تفاعلات الانشطار التي تحرك محطات الطاقة النووية الحالية.
ومن المحتمل أن يتم إيقاف تشغيل منشأة الحلقة الأوروبية المشتركة "جيت" بعد عام 2023 مع بدء محطة أكبر وهي المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي "أيتير" جنوبي فرنسا عام 2025.
ويتم دعم هذه الأبحاث من قبل تحالف من حكومات العالم بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين وروسيا.
وهناك عدم يقين بشأن الوقت المتعلّق بجاهزية طاقة الاندماج للتسويق. ويقترح أحد التقديرات أن يستغرق الأمر 20 عامًا. عندئذ سيحتاج الاندماج إلى التوسع، ما قد يعني تأخيرًا لعقود قليلة أخرى.
تحقق حلم أينشتاين
واعتبر مدير مركز الفيزياء النظرية والفلكية في الأردن عمار السكجي أن الطاقة النووية الاندماجية عبارة عن شمس مصغّرة على الأرض وهي اندماج نظائر الهيدروجين لإنتاج ذرة الهيليوم.
وقال في حديث إلى "العربي" من عمان: "إن فرق الكتل بحسب نظرية أينشتاين يعطي الطاقة".
كما اعتبر السكجي أن التجربة الأوروبية تشكل خطوات مرموقة في إنتاج الطاقة الاندماجية على كوكب الأرض. وقال: "هي الطاقة نفسها التي تتولد في النجوم والشمس".
لكنه رأى أن هناك إشكالية وهي أن كفاءة المفاعل يجب أن تساوي رقم واحد، حتى يمكن الاستفادة من الطاقة الاندماجية. ولتحقيق ذلك يجب أن تكون الطاقة التي تُضخ في هذا المفاعل أقل من الطاقة المنتجة، بحسب السكجي.
وقدّر السكجي أن يتمكن العلماء من تحقيق ذلك في غضون ثلاثين عامًا. وأضاف: "الطاقة الاندماجية بئر لا ينضب لأن الهيدروجين متوافرة بكثرة في المحيطات والبحار والأنهار".