الخميس 25 يوليو / يوليو 2024

إنجاز تكنولوجي.. هكذا بات أقوى ليزر في العالم مصدر فخر لرومانيا

إنجاز تكنولوجي.. هكذا بات أقوى ليزر في العالم مصدر فخر لرومانيا

شارك القصة

ثمة دول أخرى تسابق الزمن مثل فرنسا أو الصين أو الولايات المتحدة لتصنيع أجهزة ليزر أكثر قوة - غيتي
ثمة دول أخرى تسابق الزمن مثل فرنسا أو الصين أو الولايات المتحدة لتصنيع أجهزة ليزر أكثر قوة - غيتي
في هذه الحالة، "يمكن استخدام الليزر للتخلص من هذه المخلفات وإنتاج نوع من التأثير الصاروخي القادر على إخراجها من مدارها".

يضمّ مركز أبحاث في رومانيا أجهزة قادرة على إطلاق أقوى شعاع ليزر في العالم، يعلّق عليه العلماء آمالاً كبيرة في مجالات عدة، من الصحة إلى الفضاء.

وفي غرفة التحكم داخل المركز، تنشّط المسؤولة عن عمليات الإطلاق أنتونيا توما، هذا النظام القادر على الوصول إلى ذروة قدرها 10 بيتاواط (مليون مليار واط) لفترة قصيرة جدًا لا تتخطى الفيمتو ثانية (واحد على مليون من المليار من الثانية).

وأمام جدار من الشاشات التي تعرض أشعة ضوئية، تفحص المهندسة البالغة 29 عامًا سلسلة مؤشرات قبل بدء العد التنازلي.

ومعدل عمليات الإطلاق التي تُنفّذ على أهداف موجودة في الغرف التجريبية مرتفع جدًا حاليًا، من 30 إلى 40 عملية يوميًا.

إنجاز تكنولوجي

وهناك صفوف طويلة من الصناديق الحمراء والسوداء على سلسلتي ليزر، حيث تكتنز الصناديق إنجازًا تكنولوجيًا: بلورات من ياقوت التيتانيوم يتم تحفيزها تحت تأثير مضخة بصرية لتصدر شعاعًا، ومئات المرايا من جميع الأحجام، وشبكات حيود مطلية بالذهب.

ويقول المسؤول عن أنشطة الليزر في مجموعة "تاليس" الفرنسية التي تدير النظام فرانك ليبريش، إن الأمر تطلب "عشرات الملايين من اليورو، و450 طنًا من المعدات" وتركيبًا دقيقًا "لتحقيق هذا المستوى الاستثنائي من الأداء".

ويشكّل المبنى المجهز بحجر لوحي مضاد للاهتزازات، والذي تطلب استثمارًا قدره 320 مليون يورو بتمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي، مصدر فخر لرومانيا، رغم أن بناء وحدة إنتاج أشعة غاما واجه مشكلات ولن يتم الانتهاء منها قبل عام 2026.

يشكّل المبنى المجهز بحجر لوحي مضاد للاهتزازات، والذي تطلب استثمارًا قدره 320 مليون يورو - غيتي
يشكّل المبنى المجهز بحجر لوحي مضاد للاهتزازات، والذي تطلب استثمارًا قدره 320 مليون يورو - غيتي

وهذه التقنية، التي تسمى "تضخيم النبضة المغرّدة" "Chirped Pulse Amplification" -CPA، طوّرها مع الباحثة الكندية دونا ستريكلاند الحائزة أيضًا جائزة نوبل، والتي كانت طالبة لديه، في منتصف ثمانينيات القرن العشرين. وهي تقوم على تمديد نبض الليزر، وتضخيمه ثم ضغطه.

بالإضافة إلى مساهمتهما في فيزياء الفراغ أو الثقوب السوداء، فإن عمل هذين العالمين أتاح إجراء عمليات جراحية لملايين الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر أو إعتام عدسة العين.

وتشمل التطبيقات المحتملة الأخرى معالجة النفايات النووية عن طريق تقليل مدة نشاطها الإشعاعي، أو حتى "تنظيف الفضاء" المزدحم بكميات لا تحصى من الحطام "تعادل أربع مرات كتلة برج إيفل، أي 28 ألف طن".

سباق بين الدول

وفي هذه الحالة، "يمكن استخدام الليزر للتخلص من هذه المخلفات وإنتاج نوع من التأثير الصاروخي القادر على إخراجها من مدارها".

وقد أثبت الليزر - الذي وصف أينشتاين مبادئه الأساسية عام 1916 - وجوده في حياتنا اليومية، بدءًا من الأقراص المضغوطة وحتى قارئات الرموز الشريطية (باركود) في السوبر ماركت، أو حتى في الصناعة حيث تُستخدم هذه الأدوات الدقيقة في اللحام أو التقطيع.

ولليزر لون واحد (أحمر، أخضر، أزرق، إلخ.)، في حين أن الضوء العادي الذي نواجهه يتكوّن من ألوان عدة. وتسير جميع موجات الضوء في الاتجاه نفسه وتشكّل شعاعاً ضيقًا.

كما أن الفوتونات متطابقة، "كجنود يمشون مشية عسكريّة، على عكس" الضوء المنبعث من المصباح والذي يشبه "عدّائي ماراتون"، وهو الوصف التشبيهي الذي أعطاه جيرار مورو.

ويبدي مورو اقتناعه بأنه بعد الانتشار الكبير للإلكترون في القرن العشرين، سيكون القرن الحادي والعشرون قرن الليزر.

وثمة دول أخرى تسابق الزمن - مثل فرنسا أو الصين أو الولايات المتحدة - لتصنيع أجهزة ليزر أكثر قوة.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close