الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

ثالث رحلة تجريبية.. فقدان صاروخ ستارشيب خلال العودة للغلاف الجوي

ثالث رحلة تجريبية.. فقدان صاروخ ستارشيب خلال العودة للغلاف الجوي

Changed

تهدف سبايس إكس إلى إعادة تشغيل محركات المركبة في الفضاء - سبايس إكس
تهدف سبايس إكس إلى إعادة تشغيل محركات المركبة في الفضاء - سبايس إكس
يعتبر اختبار الإطلاق الثالث هذا لمركبة "ستارشيب" بتكوينها المتكامل هو الأكثر طموحًا حتى الآن.

أجرت شركة "سبايس إكس"، اليوم الخميس، الاختبار الثالث لإطلاق ستارشيب، وهو أقوى صاروخ في العالم، لكن الشركة قالت لاحقًا إنه جرى "فقدان" الصاروخ خلال محاولة العودة إلى الغلاف الجوي. 

ويعد هذا الاختبار أمر حيوي لخطط وكالة الفضاء الأميركية لإرسال روادها على سطح القمر في وقت لاحق من هذا العقد، ولآمال مالك الشركة إيلون ماسك في إقامة مستعمرات بشرية على المريخ.

الاختبار الأكثر طموحًا

وحصل الانطلاق من قاعدة تابعة للشركة في جنوب شرق تكساس قرابة الساعة 8:25 صباحًا بالتوقيت المحلي (13:25 ت غ)، ونُقل عبر بث حي على الإنترنت شاهده أكثر من 1,5 مليون شخص.

وكانت محاولتان سابقتان انتهتا بانفجارات ضخمة، لكن هذه النتيجة قد لا تكون سيئة بالضرورة: اعتمدت الشركة نهجًا يقوم على مبدأ التعلّم من الأخطاء من أجل تسريع عملية التطوير وأثبتت هذه الإستراتيجية جدواها في الماضي.

وعند الجمع بين طبقتي المركبة الفضائية، يبلغ ارتفاع الصاروخ 121 مترًا، أي أنه أعلى من تمثال الحرية في نيويورك بأكثر من 27 مترًا.

وتنتج طبقة الدفع في المركبة، المسماة "سوبر هيفي بوستر"، قوة دفع تبلغ 74,3 ميغانيوتن، أي ما يقرب من ضعفَي قوة ثاني أقوى صاروخ في العالم، وهو "سبايس لانش سيستم" (اس ال اس - SLS) التابع لوكالة ناسا، رغم أن الأخير حصل على الترخيص المطلوب، فيما لا تزال مركبة "ستارشيب" في مرحلة التجربة.

ويعتبر اختبار الإطلاق الثالث هذا لمركبة "ستارشيب" بتكوينها المتكامل هو الأكثر طموحًا حتى الآن.

أهداف التجربة

وكانت أهداف التجربة تشمل فتح وإغلاق باب الحمولة النافعة لمركبة ستارشيب، لاختبار قدرتها على توصيل أقمار اصطناعية وشحنات أخرى إلى الفضاء.

وتهدف سبايس إكس أيضًا إلى إعادة تشغيل محركات المركبة في الفضاء، وإجراء اختبار على متنها من شأنه أن يساعد في تمهيد الطريق أمام مركبات ستارشيب المستقبلية لتزويد بعضها البعض بالوقود في المدار.

ويلحظ المسار المخطط للمركبة الفضائية تحليقها في منتصف الطريق حول الكرة الأرضية، وتوقفها في الغلاف الجوي، قبل سقوطها الحر في المحيط الهندي، بعد ما يزيد قليلًا عن ساعة من الإطلاق. ومن المحتمل أن وتنفجر عند الاصطدام.

وتعمل سبايس إكس على تطوير نماذج أولية لمركبة ستارشيب منذ عام 2018، وتضمنت الاختبارات المبكرة رحلات قصيرة باستخدام الطبقة العليا فقط، والتي يشار إليها أيضًا باسم ستارشيب.

وعقب أول اختبار "متكامل" في أبريل/ نيسان 2023، اضطرت سبايس إكس إلى تفجير المركبة الفضائية بعد دقائق معدودة من إطلاقها، بسبب فشل الطبقتين في الانفصال.

وتفكك الصاروخ إلى كرة من النار وتحطّم في خليج المكسيك، ما أدى إلى سحابة من الغبار وصلت إلى مناطق تبعد كيلومترات عدة.

وكان الاختبار الثاني في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 أفضل قليلًا.

فقد انفصلت طبقة الدفع عن الصاروخ، لكنّ الطبقتين انفجرتا بعد ذلك فوق المحيط، في ما وصفته الشركة بعبارة ملطّفة بأنه "تفكك سريع لم يكن مقررًا".

وأغلقت إدارة الطيران الفدرالية التحقيق في الحادث الشهر الماضي بعد تحديد 17 إجراء تصحيحيًا يتعين على سبايس إكس اتخاذها.

وأتت إستراتيجية "التطوير السريع القائم على التكرار" التي تعتمدها سبايس إكس بثمارها للشركة في الماضي: لا سيما على صعيد صواريخ فالكون 9 التي أصبحت ركائز أساسية في نشاطات ناسا والقطاع التجاري، وكبسولة دراغون التي ترسل رواد فضاء وشحنات إلى محطة الفضاء الدولية، وكوكبة الأقمار الاصطناعية ستارلينك التي تزود حاليًا عشرات البلدان الإنترنت.

لكن الوقت يضغط في المسار الرامي إلى أن تصبح سبايس إكس جاهزة لمواكبة خطط ناسا بإعادة إرسال رواد فضاء إلى القمر في عام 2026، باستخدام مركبة ستارشيب بنسخة معدلة كمركبة هبوط.

ولا تحتاج سبايس إكس إلى إثبات قدرتها على إطلاق المركبة الفضائية والتحليق بها وهبوطها بأمان فحسب، بل يجب عليها أيضًا في النهاية إثبات قدرتها على إرسال "ناقلات ستارشيب" عدة إلى المدار لتزويد مركبة ستارشيب الرئيسية بالوقود لرحلتها التالية إلى القمر.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close