نفت إيران مجدّدًا وقوفها خلف استهداف ناقلة النفط "أم تي ميرسر ستريت" التابعة لشركة إسرائيلية قبالة سواحل عُمان الأسبوع الماضي.
وحذر أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجو فضائية في الحرس الثوري الإيراني، إسرائيل من مهاجمة بلاده، مؤكّدًا أنّ ردّ طهران سيكون "قاسيًا" إذا ما نفذت تل أبيب تهديداتها.
وقال: "لقد جرّبوا إيران سابقًا، ولا حاجة إلى تجريبها ثانية، وهم يعلمون ما الرد الذي سيتلقّونه. نمتلك القوة والعزيمة على استخدام هذه القوة، وبالتأكيد ردّنا سيكون قاسيًا".
وكانت إيران صعّدت كذلك من تهديداتها لإسرائيل كذلك عبر منبر الأمم المتحدة، حيث أنذرت بأنّ الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا ولبنان لن تمرّ دون عقاب.
جاء ذلك بعد جلسة لمجلس الأمن دعت إليها الدول الغربية واتهمت فيها إيران بتنفيذ الاعتداء على السفينة الإسرائيلية قبالة سواحل عُمان بطائرة مسيّرة.
ماذا يعني النفي الإيراني؟
وبحسب مراسل "العربي" في طهران حازم كلاس، فإنّ النفي الإيراني يأتي في إطار قناعة طهران بأنّ هناك محاولة من قبل إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة لتحقيق إجماع دولي ضدّها، على الأقلّ من الناحية السياسية، للضغط عليها والدفع باتجاه إدخال دور إيران في المنطقة في مباحثات فيينا والجولة السابعة منها المرتقبة في سبتمبر/أيلول المقبل.
من جانب آخر، يلفت كلاس إلى أنّ إيران تنظر بدقة ليس فقط إلى التحركات الدبلوماسية في هذا الإطار، وإنما كذلك إلى التحركات والاستعدادات والتهديدات العسكرية التي تُطلَق من قبل إسرائيل، ولذلك فإنّ هذه التصريحات حول أنّ الرد الإيراني سيكون قاسيًا ومؤلمًا، تأتي في إطار معادلة ردعية.
"المعادلة الردعية"
ويوضح أنّ إيران تحاول القول إنّ هذه المعادلة الردعية التي بنتها خلال السنوات الماضية عسكريًا مع من تصنّفهم بأنهم أعداؤها، هي التي تحول دون قيام إسرائيل بمهاجمة إيران.
ويلفت إلى أنّ طهران تحاول أن تجمع المتناقضات بشكل أو بآخر، بمعنى أنّها تريد أن تعزّز علاقاتها وتقوّي ما تسمّيه محور المقاومة، وتريد أن تفتح صفحة جديدة مع دول الخليج، وأيضًا تريد مواصلة المباحثات النووية في فيينا لرفع العقوبات.