Skip to main content

إيران تقترب من النووي.. واشنطن قلقة وتحذيرات من انهيار المحادثات

الأربعاء 27 أبريل 2022

حذّر دبلوماسيون سابقون بارزون من بينهم سبعة وزراء خارجية ودفاع بريطانيون سابقون من أن المحادثات حول الملف النووي الإيراني تتجه إلى "مأزق مدمّر يتحول إلى دورة من التوتر النووي المتزايد".

يأتي ذلك في وقت أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن البيت الأبيض يشعر بالقلق من إمكان تطوير إيران سلاحًا نوويًا في غضون أسابيع، وذلك بعد أن أشار وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى أن الوقت الذي تحتاج إليه إيران لإنتاج المواد الانشطارية الكافية لصنع سلاح نووي تقلّص إلى "أسابيع قليلة".

"خطأ فادح"

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الدبلوماسيين أكدوا في رسالة مفتوحة أن مسودة النص النهائي لاتفاق جديد جاهزة للتوقيع، ودعوا طهران وواشنطن إلى إظهار مزيد من المرونة لأن "إضاعة القادة الأميركيين والأوروبيين فرصة نزع فتيل أزمة نووية في الشرق الأوسط سيكون خطأ فادحًا".

ومن بين الموقّعين على الرسالة المفتوحة دبلوماسيون كبار سابقون في 14 دولة، على غرار وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو، ووزيرا الدفاع السابقان اللورد كينغ ودي براون، إضافة إلى وزير الشرق الأوسط المحافظ السابق أليستير بيرت.

وقالوا: إن إرث خطأ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الإستراتيجي في الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 "يمكن قياسه اليوم بأطنان اليورانيوم المخصب التي تراكمت لدى إيران منذ ذلك الحين، بما في ذلك اليورانيوم المخصّب إلى درجة قريبة من تلك التي تكفي لصناعة سلاح نووي، كما يمكن رؤيته بآلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وفي الإطار الزمني المتضائل بسرعة الذي تحتاجه إيران للوصول إلى الاختراق النووي".

ويؤكّد المعنيون بالمفاوضات أن نقاط تبقى عالقة بين إيران والولايات المتحدة، من أبرزها طلب طهران رفع اسم "الحرس الثوري الإيراني" من قائمة واشنطن لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية".

وفي حين لم تعلن واشنطن موقفًا نهائيًا من مسألة رفع اسم "الحرس الثوري" من عدمه، يبدو الرئيس الأميركي جو بايدن، الراغب في إعادة بلاده الى الاتفاق بشرط عودة إيران لكامل تعهداتها، أكثر ميلًا لإبقاء الحرس على القائمة.

وفي هذا الإطار، أقرّ الموقعون على الرسالة بأن سياسات تصنيف "المنظمة الإرهابية الأجنبية صعبة"، لكنهم يصرون على أن "هناك طرقًا لتوفير فوائد مكافحة الإرهاب للتصنيف الحالي مع الاستمرار في تلبية طلب إيران المحدد، ويعتبرون أنه من الضروري استكشافها بالكامل".

وأكد الدبلوماسيون أنه "لا ينبغي لإيران أن تتوقع من الاتفاق النووي أن يعالج مجالات الخلاف الأوسع نطاقًا مع واشنطن"، مضيفين أن "على الجانبين الاقتراب من هذه المرحلة النهائية من المفاوضات مع فهم أن الآثار الإستراتيجية للفشل ستكون خطيرة وعميقة".

"أفضل سبيل" للرد

والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ الولايات المتحدة ما زالت مقتنعة بأنّ إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 هو "أفضل سبيل" لمنع طهران من حيازة القنبلة الذرية.

وقال بلينكن أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي: "رغم العيوب التي تشوب اتفاقًا لا يستجيب للنشاطات السيئة الأخرى لإيران مثل تدخلها في النزاعات في الشرق الأوسط، فإذا تمكنّا من العودة إلى شروطنا الخاصة (...) ستكون تلك أفضل استجابة للمسألة النووية".

وأضاف: "لقد جرّبنا الاقتراح الآخر، وهو الانسحاب من الاتفاق ومحاولة ممارسة المزيد من الضغط عليها ورأينا النتيجة"، وهي "برنامج نووي أكثر خطورة".

والإثنين، دعت إيران إلى عقد اجتماع حضوري في "أسرع وقت ممكن"، في إطار مباحثات إحياء الاتفاق النووي المعلّقة منذ 11 مارس/ آذار الماضي.

وأكدت طهران في الآونة الأخيرة أن الشقّ التقني من المباحثات تم إنجازه، مع تبقّي قضايا تتطلّب "قرارًا سياسيًا" من الولايات المتحدة.

وتهدف المفاوضات التي تجري بتنسيق من الاتحاد الأوروبي، إلى إعادة واشنطن لمتن الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، مقابل امتثال هذه الأخيرة مجددًا لالتزاماتها التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة