الجمعة 3 مايو / مايو 2024

احتجاجات وإقفال مرافق حيوية.. نتنياهو في ورطة ويعتزم تعليق التعديلات القضائية

احتجاجات وإقفال مرافق حيوية.. نتنياهو في ورطة ويعتزم تعليق التعديلات القضائية

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول آخر التطورات في إسرائيل في ظل الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية (الصورة: غيتي)
دعا رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في إسرائيل إلى "إضراب عام" فوري الإثنين ردًا على مشروع الإصلاح القضائي المقترح من قبل الحكومة.

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين عددًا من السياسيين عزمه تعليق التعديلات القضائية، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.

ومساء الأحد، أقال نتنياهو، وزير الدفاع يوآف غالانت بعد يوم من مطالبة الأخير، الحكومة بوقف قانون الإصلاحات القضائية، ما أثار موجة احتجاجات ليلية بإسرائيل استمر زخمها حتى اليوم الإثنين.

ومنذ قرابة 12 أسبوعًا، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين يومًيا ضد خطة "الإصلاح القضائي" التي تعتزم حكومة نتنياهو تطبيقها.

وتتضمن الخطة تعديلات تحد من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) وتمنح الحكومة سيطرة على تعيين القضاة.

والأحد، أثارت الإصلاحات قلق كبار حلفاء إسرائيل، ومن بينهم الولايات المتحدة التي دعت إلى إيجاد "تسوية".

كما دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الحكومة الإثنين إلى وقف الإجراءات المتعلقة بالتعديلات القضائية المثيرة للخلاف.

وكان غالانت الذي لطالما اعتبر حليفًا قويًا لنتنياهو، قد دعا السبت إلى "وقف الآلية التشريعية" لمدة شهر، إذ إن "التغييرات الرئيسية يجب أن تتم عبر التشاور والحوار".

وقال غالانت الذي دعا أيضًا إلى وقف الاحتجاجات: إن "الانقسام الاجتماعي شق طريقه إلى (الجيش) والأجهزة الأمنية"، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل "تهديدًا واضحًا وفوريًا وملموسًا لأمن إسرائيل".

وفي سياق متصل، نجت حكومة نتنياهو الائتلافية اليوم الإثنين من اقتراحين لحجب الثقة قدمتهما المعارضة احتجاجًا على التعديلات القضائية.

وأعلن رئيس الكنيست أن المقترح الأول رُفض بأغلبية 59 صوتًا مقابل موافقة 53 صوتًا، فيما سقط الثاني بأغلبية 60 صوتًا مقابل تأييد 51 صوتًا عليه.

استسلام للعنف والفوضى

في غضون ذلك، عارض وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير نية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجميد خطط "الإصلاح القضائي".

وقال حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف الذي يقوده سموتريتش، الإثنين في بيان: إنه "بعد الكثير من المداولات والمشاورات، موقفنا هو أنه لا ينبغي وقف التشريع بأي شكل من الأشكال".

وذكر البيان أن "وقف التشريع سيكون بمثابة استسلام للعنف والفوضى واستبداد الأقلية، وسيفسد نتائج الانتخابات".

وتابع: "تم انتخابنا على النحو الواجب وحصلنا على تفويض واضح من الشعب لإعادة التوازن إلى الديمقراطية الإسرائيلية، نحن مدينون لغالبية الناس أن نسمع صوتهم وأن نستمر في هذا التصحيح التاريخي المهم".

وأردف البيان: "بعد إقرار التشريع الذي من شأنه أن يوازن تكوين لجنة تعيين القضاة، سيكون من الممكن التوقف والتواصل للتحدث مع أي شخص يرغب، من موقع الاحترام المتبادل والاعتراف بنتائج الانتخابات وليس من الإكراه العنيف لآراء الأقلية".

من جانبه، قال بن غفير في تغريدة الإثنين: إنه "لا يجب وقف إصلاح النظام القضائي ولا يجب أن نستسلم للفوضى".

الاحتجاجات تعطل مرافق حيوية

ميدانيًا، أعلن متحدث باسم مطار بن غوريون أن عمليات الإقلاع من المطار الرئيسي في إسرائيل علقت اليوم الإثنين وسط الاحتجاجات.

كما أفاد مراسل "العربي" بإغلاق ميناءي حيفا وأسدود ودعوة عمالهما إلى التوقف عن العمل.

من جانبه، دعا رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في إسرائيل إلى "إضراب عام" فوري ردًا على مشروع الإصلاح القضائي المقترح من قبل الحكومة.

وقال أرنون بار-دافيد رئيس اتحاد "هستدروت" في كلمة متلفزة: "أدعو إلى إضراب عام. بعد هذا المؤتمر الصحافي ستتوقف الحركة في دولة إسرائيل".

وأضاف: "لدينا مهمة، علينا وقف هذه العملية التشريعية وسنقوم بذلك"، متعهدًا "مواصلة الاحتجاج".

وبعيد تصريحات بار-دافيد، أعلنت النقابات الطبية في إسرائيل عن "إضراب شامل في قطاع الصحة" سيكون له تأثير حتمي على كل الخدمات الطبية.

خلاف حاد في داخل الائتلاف الحكومي

ومن أمام الكنيست، أفاد مراسل "العربي"، أحمد جرادات أن اجتماع بنيامين نتنياهو مع أعضاء من الائتلاف الحكومي الحاكم في إسرائيل ما زال قائمًا حتى اللحظة، وكان من المفترض أن يعقد مؤتمرًا صحفيًا، ولكن تم تأجيله منذ صباح هذا اليوم، بعد أن أعلن سابقًا أن نتنياهو سيدلي بتصريحات مهمة عند الساعة العاشرة.

ويوضح أن هذا التأجيل ربما يشير إلى الخلاف الحاد في داخل الائتلاف الحكومي، إذ يحاول بنيامين نتنياهو الذهاب باتجاه إقناع أطراف من الائتلاف الإسرائيلي بجدوى إرجاء التعديلات القضائية في الكنيست الإسرائيلي، لكنه يلاقي معارضة كبيرة من أحزاب مثل حزب الصهيونية الدينية وحزب القوة اليهودية.

ونقلت كاميرا "العربي"، مظاهر الاحتجاجات أمام الكنيست حيث ينتشر المئات من أفراد الشرطة الإسرائيلية في المكان.

وأشار مراسل "العربي" إلى أن هناك انتشارًا أمنيًا منذ ساعات الصباح الباكر، وإغلاقًا للطرق المؤدية إلى الكنيست، لافتًا إلى وجود حركة كثيفة لمركبات الأمن الإسرائيلية من جميع الوحدات، التي تتأهب لمظاهرة ربما ستكون كبيرة ظهر اليوم، في حال قرر نتنياهو الذهاب بهذه التشريعات والتعديلات القضائية إلى النهاية.

وتابع مراسلنا أن نتنياهو حاليًا بين نارين، بين نار الائتلاف الحاكم الإسرائيلي والتهديدات بالانسحاب من الحكومة في حال تم إرجاء التعديلات القضائية، وبين التحركات الرافضة والمنددة لها.

ويوضح أن الأزمة التي حدثت في الساعات الأخيرة تتمحور حول إقالة وزير الأمن الذي يعد قطبًا من أقطاب حزب الليكود، والذي كان قد أعلن أكثر من مرة أنه يؤيد التعديلات القضائية، لكنه يطالب بوقف هذه التشريعات في هذه الفترة وفتح المجال للحوار، لأنه استشعر بوجود خطر من داخل الجيش الإسرائيلي بعد تعليق عدد من كبار ضباط الاحتياط في سلاح الطيران عملهم بسبب هذه الخطة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close