الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

احتجاز جثمان الشهيد ناصر أبو حميد.. هل يُعاقب الاحتلال على جرائمه؟

احتجاز جثمان الشهيد ناصر أبو حميد.. هل يُعاقب الاحتلال على جرائمه؟

Changed

نافذة من "العربي" تلقي الضوء على ردود الفعل بعد استشهاد الأسير ناصر أبو حميد (الصورة: غيتي)
تتحرك السلطة الفلسطينية في محاولة لإقناع الاحتلال بالإفراج عن جثمان الأسير، الذي كان من أبرز قادة حركة فتح.

عمّت المسيرات الاحتجاجية مخيم الأمعري، مسقط رأس الشهيد ناصر أبو حميد، الذي فارق الحياة في المستشفيات الإسرائيلية بعد 3 عقود قضاها في سجون الاحتلال.

وطالب المحتجون بالإفراج عن جثمان الشهيد بعد أن قررت إسرائيل الأربعاء احتجازه.

وأفاد مراسل "العربي" بأن وزير الأمن بيني غانتس "قرّر عدم إعادة جثمان أبو حميد (50 عامًا) إلى عائلته".

وقال غانتس: "القرار جاء بتوصية من الأجهزة الأمنية، وعملًا بقرارات سابقة للمجلس الوزاري الإسرائيلي السياسي والأمني المصغر، بشأن سياسة احتجاز جثامين فلسطينيين".

تحرك فلسطيني رسمي

ورأت لطيفة أبو حميد، والدة أبو حميد، في حديث إلى "العربي"، أن "كرامة الشهيد أن يدفن بين أهله وليس في ثلاجات العدو".

من جهته، شدد ناجي أبو حميد شقيق الشهيد أن "ناصر أبو حميد هو ابن كل بيت فلسطيني، وهذه الحشود تؤكد أنه يمثل الشعب الفلسطيني كله".

كما تتحرك السلطة الفلسطينية في محاولة لإقناع الاحتلال بالإفراج عن جثمان الأسير، الذي كان من أبرز قادة حركة فتح.

وتعليقًا على القرار الإسرائيلي، ندد المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير) بقرار السلطات الإسرائيلية رفض تسليم جثمان أبو حميد.

وفي بيان له، وصف رئيس المجلس روحي فتوح، القرار بـ "الفاشيّ الذي يكشف عجز المجتمع الدولي وضعفه وتغاضيه عن جرائم الاحتلال".

وقال: إن "الاحتلال الفاشيّ المجرم لم يكتفِ بارتكاب جريمة اغتيال الأسير ناصر أبو حميد، عبر الإهمال الطبي، لكنه بكل وقاحة يرفض تسليم جثمانه لأهله لوداعه ودفنه".

معاملة غير إنسانية للجثامين

وفي هذا السياق، أوضح منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء حسن الشجاعية أن "سياسة احتجاز جثامين الشهداء هي سياسة الاحتلال تطبيقًا لقانون الطوارئ، بهدف استخدام الموضوع ورقة ضغط ومساومة في حال وجود صفقة تبادل مع الفلسطينيين".

وشدد الشجاعية، في حديث إلى "العربي" من رام الله، على أن "هذا الأسلوب هو جريمة مركبة وعقوبة جماعية لإخفاء الأدلة، ولمنع التشريح وإقامة ملف جنائي للتحقيق في سبب الاستشهاد".

وقال: "لا يوجد أدلة كافية تؤكد استخدام الاحتلال للجثامين في طرق غير قانونية أو إنسانية، سوى تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تشير إلى استخدامها في بعض التجارب".

وأضاف: "الشكوك موجودة لدى العائلات الفلسطينية حول هذا الموضوع، خصوصًا أنه يمنع عليها معاينة الجثامين بعد الاستشهاد".

تنديد من الفصائل الفلسطينية

كما أدانت فصائل فلسطينية، الأربعاء، قرار إسرائيل احتجاز جثمان الأسير ناصر أبو حميد.

وقالت حركة "حماس": إن استمرار احتجاز الجثمان "يُمثّل مخالفة لأبسط القوانين والأعراف الدولية، وانتهاكًا لكل معايير حقوق الإنسان".

ونقل بيان عن حازم قاسم، متحدث الحركة قوله: إن "الاحتلال يضاعف من حجم وفظاعة جريمة اغتيال الأسير أبو حميد عبر الإهمال الطبي المتعمد، بقرار منع تسليم جثمانه لأهله لوداعه ودفنه".

واعتبر قاسم أن القرار الإسرائيلي يأتي في سياق "التصرّف بمنطق الإرهاب والسلوك النازيّ، ويؤكد عجز المنظومة الدولية عن إجبار الاحتلال على أبسط الأمور".

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي: إن القرار يعدّ "إمعانًا في الجريمة بهدف معاقبة الأسير بعد استشهاده، ومحاولة للتوظيف السياسي لهذه القضية بغرض الضغط والابتزاز".

ورأى طارق سلمي، متحدث الحركة في بيان، أن القرار يعكس "عنصرية الاحتلال وتعدّيه على كافة القيم الإنسانية والأخلاقية، مستغلًا عجز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي يمارس ازدواجية المعايير، ويصمت عن ممارسات الاحتلال".

من جانبها، قالت حركة الأحرار الفلسطينية في بيان: إن القرار "يعدّ تحدياً للمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية التي ما زالت تقف صامتة على جرائم الاحتلال وانتهاكاته للمواثيق الدولية".

وأضافت: "رفض تسليم الجثمان من أفظع درجات العنصرية والإرهاب على الشعب والأسرى، كما يمثّل عقابًا جماعيًا لذويهم".

محكوم بالمؤبد

وأبو حميد (50 عامًا) من مخيم الأمعري قرب رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبّد 7 مرات و50 عامًا إضافية بتهمة المشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة "فتح"، وتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي.

ولأبو حميد 4 أشقّاء يقضون أيضًا عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وخامسٌ قُتل عام 1994.

وسبق للسلطات الإسرائيلية أن هدمت منزل العائلة مرات عديدة، كما حرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات.

ووفق نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، تعتقل إسرائيل في سجونها 4700 فلسطيني، بينهم 150 طفلًا، و33 سيدة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close