الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

احتدام المعارك في السودان.. الجيش يقصف قواعد تابعة للدعم السريع

احتدام المعارك في السودان.. الجيش يقصف قواعد تابعة للدعم السريع

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول معارك السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع (الصورة: غيتي)
أعلنت قوات الدعم السريع في السودان السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم ومطار الخرطوم ومطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط).

أعلن الجيش السوداني بعد ظهر السبت أن الطيران الحربي نفذ ضربات جوية على معسكرين لقوات الدعم السريع في الخرطوم، فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين اللذين تبادلا الاتهامات ببدء القتال.

وقال بيان للجيش: إن "القوات الجوية تقوم بتدمير معسكر طيبة ومعسكر سوبا التابع لميليشيا الدعم السريع" في الخرطوم.

وكانت اشتباكات اندلعت صباح اليوم في الخرطوم بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو في تحول مفاجئ للصراع بينهما إلى نزاع مسلح.

وأعلنت قوات الدعم السريع قبيل ظهر السبت "السيطرة الكاملة" على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم ومطار الخرطوم ومطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط)  .

وقالت في بيان: إن القوات المسلحة "هاجمت في وقت متزامن قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في الخرطوم ومروي ومدن أخرى جاري حصرها"، مؤكدة أن "قوات الدعم السريع قامت بالدفاع عن نفسها والرد على القوات المعادية وكبدتها خسائر كبيرة".

وأكد البيان أن قوات الدعم السريع تقف إلى جانب "جميع المواطنين وستواصل جهودها من أجل حماية مكتسبات الوطن وثورة شعبه المجيدة الظافرة المنتصرة"، في إشارة إلى ثورة 2019 التي أطاحت بعمر البشير بعد ثلاثين عامًا في السلطة.

كيف يبدو الوضع ميدانيًا؟

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" من العاصمة الخرطوم، أنه لا يوجد تأكيد حتى الآن على السيطرة الكاملة لقوات الدعم السريع على القصر الجمهوري أو بيت الضيافة، مشيرًا إلى أن أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة القصر الجمهوري، الأمر الذي قد يدل على أن الاشتباكات ما تزال في القصر.

وأضاف أن قوات كبيرة من الدعم السريع تتركز أمام جسر المك نمر، وهو أحد أهم الجسور الرابطة بين الخرطوم والخرطوم بحري، لافتًا إلى تصاعد الدخان أيضًا من معسكر المظلات، ومن محيط القيادة العامة ومن محيط بيت الضيافة ومن مطار الخرطوم.

وأردف أن الأوضاع من خلال سماع أصوات الرصاص تدل على أن الاشتباكات تجري من بعيد، وليست من مسافات قريبة بين الجانبين.

وأردف أن وسط الخرطوم أصبح شبه خال تمامًا من المواطنين، خصوصًا بعد سقوط عدد من القذائف على منازل بعض المواطنين في الخرطوم وفي الخرطوم بحري، وأيضًا سقوط عدد من المواطنين بالرصاص العشوائي الذي يتساقط.

ولفت إلى أن هناك أنباء تتحدث عن استعادة الجيش لمبنى الإذاعة والتلفزيون ونشر بعض قطع الدبابات المتواجدة أصلًا حول المبنى.

وفي سياق متصل، أشار مراسل "العربي" إلى تحليق طائرات حربية في سماء الخرطوم، حيث تقوم بعملية استطلاع وتدور في منطقة مطار الخرطوم والقيادة العامة.

ومنذ ساعات الصباح الأولى سمع في الخرطوم دوي قوي لانفجارات وإطلاق نار قبل أن تتهم قوات الدعم السريع في بيان الجيش بمهاجمة معسكراتها، فيما رد الجيش بعد قليل باتهام مماثل للقوات شبه العسكرية بالمبادرة بالهجوم على قواعده.

وأكدت قوات الدعم السريع في بيان أنها "تفاجأت صباح اليوم السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصارًا على القوات المتواجدة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة".

من جانبه، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله لوكالة فرانس برس: "هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان". وأضاف أن "الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد".

وكان البرهان وحميدتي يشكلان جبهة واحدة عندما نفذا الانقلاب على الحكومة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021. إلا أن الصراع بينهما ظهر إلى العلن خلال الشهور الأخيرة وأخذ في التصاعد.

وقبل يومين، حذر الجيش السوداني في بيان من أن البلاد تمر بـ"منعطف خطير" بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية.

ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادًا سياسيًا بسبب الصراع بين الجنرالين.

فمطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close