الخميس 10 أكتوبر / October 2024

اختبارات الدم للكشف المبكر عن السرطان.. تقدم علمي أم مصدر قلق؟

اختبارات الدم للكشف المبكر عن السرطان.. تقدم علمي أم مصدر قلق؟

شارك القصة

شباك الصحة يلقي الضوء على اختبارات الدم السرطانية (الصورة: غيتي)
برزت في الولايات المتحدة الأميركية مؤخرًا، اختبارات الدم السرطانية التي قد تنجح في تشخيص الإصابة بالسرطان قبل فترة من ظهور الأعراض.

 يعدّ السرطان من أكثر الأمراض التي تفتك بالبشر وتحصد ملايين الوفيات سنويًا من حول العالم، وحتى أن مسيرة العلاج مع هذا المرض صعبة في الكثير من الأحيان.

لذلك، يعمل العلماء منذ سنوات وبشكل متواصل على تطوير آليات للكشف المبكر عن السرطان قبل ظهور الأعراض على المريض، كون التشخيص المبكر يلعب دورًا محوريًا في علاج بعض أنواع السرطانات.

وأحدث هذه الجهود، هي توصل العلماء إلى إنشاء اختبارات دم قد تساعد على تحري الإصابة بالسرطان مبكرًا.

رصد الأورام السرطانية قبل الأعراض

إذ تتحقق فحوصات الدم هذه، من شظايا الحمض النووي التي تفرزها الخلايا السرطانية وتسمى هذه الاختبارات بـ "الخزعات السائلة" وتساعد مرضى السرطان في تكييف علاجهم والتحقق من عودة الأورام.

ومن بين من غيرت هذه الاختبارات الثورية حياتهم، السيدة الأميركية جويس آريس التي لم تكن تتوقع عندما وافقت على إعطاء عينة من دمها للبحث العلمي، أن تأتي نتيجة اختبار الفحص إيجابية لعلامات السرطان.

لكن بالفعل، وبعد تكرار فحص عينة من دمها وإجراء مسح التصوير المقطعي وأخذ خزعة منها، تم تشخيص جويس بسرطان الغدد اللمفاوية "هوتشكين".

وعن تجربتها تقول آريس: "دخلت وأجريت فحص الدم وأخبروني أنني سأسمع منهم في غضون أسبوع.. وبعد ذلك تلقيت مكالمة تفيد بأنهم عثروا على شيء ما ويريدون أن يتحروا أكثر عن الأمر".

 ويأمل العلماء من خلال هذه الاختبارات مساعدة الأشخاص الذين لا تظهر عليهم علامة الإصابة بالسرطان، عبر الكشف مثلًا عن الأورام في البنكرياس والمبيض والمواقع الأخرى التي ليست لديها طريقة فحص موصى بها.

هل تغير هذه الاختبارات من واقع المرض؟

في هذا السياق، يقول جوشوا أوفمان من شركة "غريل" المنتجة لهذه الاختبارات: "إذا تمكّنا من العثور على هذه السرطانات في مراحل مبكرة قبل ظهور الأعراض على هؤلاء الأشخاص.. يتم تقديم العديد من الخيارات لعلاجهم على نحو أفضل وغالبًا ما تكون قابلةً للشفاء".

إنما في المقابل، لا يزال من المبكر معرفة ما إذا كانت إضافة اختبارات الدم السرطانية إلى أنظمة الرعاية الصحية الروتينية، يمكن أن تحسن صحة الناس وبالتالي تخفض معدل الوفيات جراء السرطان على مدى السنوات المقبلة.

إذ يشرح بارنيت كرامر الباحث في مؤسسة ليزا شوارتز الطبية أن الأدلة المتوافرة لا تظهر أي نتائج صحية حتى الآن، مردفًا: "بالتالي من المستحيل معرفة ما إذا كانت فوائد هذه الفحوصات تفوق الأضرار التي لا مفرّ منها".

وفي الوقت الحالي، تتسابق شركة "غريل" ومقرها كاليفورنيا وشركات أخرى لتسويق الاختبارات هذه، فيما تخطط "غريل" للحصول على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية الـFDA.

إنما لا تخلو هذه الخطوات من المخاطر، فبرأي قسم آخر من العلماء يمكن لهذا الفحص أن يضرّ أكثر مما ينفع عبر إثارة القلق لدى المشاركين وتحميل الناس تكاليف غير ضرورية.

تجارب سابقة وتخوفات

يذكر أن هذه التجربة ليست الوحيدة من نوعها، فعام 2004 أوقفت اليابان بحثًا كبيرًا كان يشمل جميع الأطفال الرضع يهدف إلى رصد سرطان الأطفال، وذلك بعد أن توصلت السلطات الصحية إلى نتيجة تفيد بأن هذه التجربة لم تضف شيئًا على الصعيد الصحي.

أي أن هذه التجربة لم تساهم في تقليل نسبة السرطانات لدى الأطفال أو الوفيات.

كما أوقفت المملكة المتحدة العام الماضي بحثًا استمر لمدة 16 عامًا، شمل 200 ألف امرأة للتحري عن سرطان المبيض وسط مخاوف من إثارة خوف الناس من المستقبل.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close