الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

اختصرت المعاناة.. رسالة طفل تعبّر عن أزمة لبنان وتهز وجدان الرأي العام

اختصرت المعاناة.. رسالة طفل تعبّر عن أزمة لبنان وتهز وجدان الرأي العام

Changed

"العربي" يسلط الضوء على التفاعل مع رسالة مؤثرة من طفل لبناني كشفت حجم الأزمة الاقتصادية في البلاد (الصورة: رويترز)
أطلق المغردون سيلًا من العواطف الوجدانية المتضامنة مع طفل كتب رسالة اختصرت معاناة اللبنانيين، وبينت حجم الأزمة التي تواجهها البلاد.

اختصرت رسالة جاءت في زمن الأعياد وكتبها طفل معاناة اللبنانيين، حيث بيّنت عن حجم الأزمة التي تواجهها البلاد.

الطفل واسمه جو توجه في الرسالة التي كتبها خلال مشاركته بنشاط بمناسبة عيد الميلاد إلى السيد المسيح فقال: "ما أريده هو أن تتوقف أمي عن البكاء في كل ليلة، لعدم امتلاكها المال لتحضّر لنا -أنا وإخوتي- زاد المدرسة من شطائر الجبن".

سيل من العواطف

هزّت الرسالة وجدان الرأي العام اللبناني، إذ تعاني البلاد أزمة اقتصادية حادة منذ عام 2019، تفاقمت بشكل كبير في الأشهر الماضية.

وقد أطلق المغردون سيلًا من العواطف الوجدانية المتضامنة مع هذا الطفل وأسرته. وحمّل المغردون السياسيين مسؤولية ما يشعر به، قائلين إنها مأساة جماعية تطول أغلب الأسر في لبنان.

وقارن آخرون بين حال بعض المسؤولين السياسيين الذين ينعمون برخاء في المعيشة، بينما يئن سكان البلد من اشتداد الأزمات المعيشية.

وفور انتشار الرسالة بدأ المغردون تداولها على نطاق واسع. وسجل الموضوع تفاعلًا وصل إلى 60 ألف تفاعل، وبلغت التعليقات نحو 11 ألفًا، بينما بلغت المشاركات حوالي 22 ألفًا.

وسجلت ذروة التفاعل مع الموضوع يوم أمس من خلال 43 ألفًا بين تعليق ومشاركة.

وكان "العربي" طرح سؤالًا عبر تويتر، بعد رسالة الطفل جو، عمّا إذا كانت الأزمة الاقتصادية في لبنان تقوي الروابط الأسرية؟

وانقسمت الإجابات بين 52% قالوا لا، و48% أجابوا بنعم.

"تحمل الكثير من المعاني"

تلفت أستاذة العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية أديبا حمدان إلى أن الرسالة ببساطتها تحمل الكثير من المعاني.

وتؤكد في حديثها إلى "العربي" من باريس أن المشكلة في لبنان وصلت إلى هذا الحد؛ حد عدم قدرة الأسرة على تغذية أطفالها أو إعطائهم الوجبة الأساسية في المدرسة.

وبينما توضح أن هذا الأمر جديد على المجتمع اللبناني، تقول: "لم نكن نشهد مشاكل من هذا النوع، أو هذا النوع من الحاجات؛ أي الحاجة للغذاء لتقديمه للأطفال".

وتضيف: ربما يكون الإحباط أو القلق أو الخوف من الغد عنوانًا لكل رب أسرة، لكن اللبناني معروف بنوع من المرونة النفسية، إذ بات من العادات والتقاليد "كيف نواجه الصعوبات".

وفيما تتحدث عن حالة استنفار على مستوى كل أسرة لتأمين هذه الحاجات الأساسية، تذكر بالتضامن على المستوى الاجتماعي المنظم منه وغير المنظم.

وفي مداخلتها على شاشة "العربي" عبر تطبيق زوم، تتحدث الصحافية ومنسقة حملة "من أجل حماية اجتماعية للجميع" صبحية نجار عن تأثر الفئات الأكثر هشاشة في ظل الأزمة المتعددة الأوجه التي يشهدها لبنان.

وتقول: إن الأطفال من بين هؤلاء، بغياب أي حماية اجتماعية في البلاد، موضحة أن رسالة جو واحدة من الرسائل التي انتشرت على مواقع التواصل.

بدوره، يعتبر الناشط الاجتماعي مصباح الساكت أن انتشار الأزمة الاقتصادية في لبنان أثر بشكل كبير على الأطفال وعمالة الأطفال.

ويشير إلى اضطرار عدد كبير منهم لترك مدارسهم بغرض العمل، أو للعمل بعد دوام الدراسة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close