الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

استراتيجية غربية لـ"ردع تحركات روسيا".. البحر الأسود مفتاح بوتين لغزو دول أخرى

استراتيجية غربية لـ"ردع تحركات روسيا".. البحر الأسود مفتاح بوتين لغزو دول أخرى

Changed

تقرير (مارس الماضي) حول مناورات لحلف شمال الأطلسي وسط مخاوف من توسّع الحرب الأوكرانية (تويتر)
تتركز المخاوف التي تدور في قاعات الكونغرس حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد فعلت ما يكفي للاستعداد وردع العدوان الروسي في منطقة البحر الأسود.

تعتبر منطقة البحر الأسود "مفتاح روسيا لغزو دول أوروبية"، حيث غزت موسكو جورجيا عام 2008، وضمّت شبه جزيرة القرم عام 2014. ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، سيطرت القوات الروسية على الموانئ الأوكرانية، واحتجزت صادرات الحبوب والقمح، مما يهدّد بأزمة غذاء عالمية.

ودفعت هذه المخاطر خبراء للمطالبة بوضع "استراتيجية شاملة" لكبح جماح تحرّكات موسكو في تلك المنطقة، ووقف تطلّعاتها لغزو المزيد من الدول.

ومن بين هؤلاء، يحاول المشرّعان الأميركيان جين شاهين، رئيسة اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حول أوروبا والتعاون الأمني ​​الإقليمي، والسيناتور ميت رومني، إلغاء كتاب قواعد اللعبة قبل أن يتمكّن بوتين من المضي قدمًا في خطته لإعادة رسم حدود أوروبا، ووضع استراتيجية عسكرية واقتصادية واستخباراتية شاملة لكبح جماح التحركات الروسية في البحر الأسود.

وقدّم المشرّعان تشريعات في محاولة استحضار طرق لتدخل بوتين، وتتركز المخاوف التي تدور في قاعات الكونغرس حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد فعلت ما يكفي للاستعداد وردع الهجوم الروسي في منطقة البحر الأسود، حتى لا ينتهي الأمر ببوتين إلى الشعور بالقوة لشنّ هجمات خارج أوكرانيا.

بنود الاستراتيجية الجديدة

ويدعو التشريع الصادر عن شاهين ورومني، والمدعوم أيضًا من قبل السيناتور كريس كونز (الديمقراطي)، وتوم تيليس (جمهوري من نورث كارولاينا) ، والخبيرين بن كاردان وروجر ويكر، الإدارة الأميركية لتطوير استراتيجية مشتركة بين الوكالات لزيادة المساعدة العسكرية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والاتحاد الأوروبي، وزيادة المساعدة الأمنية لدول البحر الأسود.

وتشمل الاستراتيجية المقترحة خططًا لزيادة قدرات الناتو في منطقة البحر الأسود، بما في ذلك القوات البرية والجوية والمساعدة العسكرية، لأوكرانيا ورومانيا وبلغاريا وجورجيا.

كما تشمل خططًا لتحسين التنسيق الاستخباراتي والإعلامي مع قوات الناتو، لتتبّع العمليات الروسية في البحر الأسود، والمساعدة في الدفاع ضد الحرب المختلطة، بما في ذلك خطط لدعم المزيد من وسائل الإعلام المستقلة لمواجهة النفوذ الروسي هناك.

وقالت شاهين، لصحيفة "ديلي بيست"، إنه "بينما يواصل بوتين حربه في أوكرانيا، يجب أن تكون واشنطن مستعدة لمواجهة التحديات التي أوجدها على المدى القريب والطويل لأمن أوروبا والولايات المتحدة".

وأضافت أن "السيطرة على البحر الأسود أمر أساسي لحلم بوتين الوهمي ببناء إمبراطورية روسية، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح بحدوث ذلك؛ ولهذا فإن التركيز على منطقة البحر الأسود ضروري لعزل بوتين".

من جهته، قال رومني لصحيفة "دايلي بيست" إنه يجب على إدارة بايدن أن "تتكيّف مع اللحظة، وتضخّ إستراتيجية قبل فوات الأوان لمنع حملة روسية أخرى".

وأضاف رومني: "أصبح من الواضح أنه يجب أن تكون للولايات المتحدة استراتيجية ووجود في المنطقة. وتهدف تشريعاتنا إلى تحقيق ذلك من خلال مطالبة إدارة بايدن بتطوير استراتيجية لتعزيز التنسيق بين الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي، والشركاء في البحر الأسود في محاولة لزيادة الأمن ودعم الازدهار الاقتصادي وتعزيز الديمقراطية".

وأبدى قادة العالم مخاوفهم من أن بوتين ليس مهتمًا فقط بأوكرانيا. والشهر الماضي، حذّر الرئيس الأوكراني فوليديمير زيلينسكي من أن بوتين لن يتوقّف عند حدود بلاده.

وفي هذا الإطار، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لأوروبا وحلف شمال الأطلسي إيان بريزنسكي: "لو طوّرت الولايات المتحدة والحلفاء إستراتجيتهم في منطقة البحر الأسود منذ سنوات، ربما كنا لا نواجه حربًا في أوكرانيا الآن".

وأضاف، في تصريحات لـ"ديلي بيست"، أن "ضعف تلك الاستراتيجية قد أثار بالفعل روسيا ودفع بوتين إلى أن يصبح أكثر عدوانية"، مشيرًا إلى أن "فشل الردّ القوي على العدوان يدعو بوتين إلى المزيد من العدوان".

بدوره، قال السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا بيل تايلور، للصحيفة، إن "الولايات المتحدة لم تكن لديها استراتيجية شاملة تجاه منطقة البحر الأسود، وعدوان روسيا على أوكرانيا يظهر الحاجة لوضع تلك الاستراتيجية الشاملة".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close