يقول المثل "اضحك تضحك لك الدنيا"، في إشارة إلى "الطاقة الإيجابية" التي يبعث بها الضحك لدى الناس، بعيدًا عن الحزن والكآبة، التي تنعكس سلبًا على كلّ مناحي الحياة.
لكنّ ما قد لا يعرفه كثيرون أنّ فوائد الضحك ليست "نفسية" فحسب، إذ إنّه يمكن أن يكون مفيدًا للعقل والجسم، كما أن فوائد الضحك والفكاهة بعيدة المدى.
وفي هذا السياق، درس العديد من المتخصصين الفوائد السريرية للضحك، وفي ما يلي أبرزها، كما نقلها موقع "ريدينغ إيغل" استنادًا إلى ما كشفه الدكتور لي بيرك والدكتور ستانلي تان في جامعة لوما ليندا في كاليفورنيا.
1- يقوي جهاز المناعة
وجدت دراسة أجريت عام 2016 بعنوان "وصفة الضحك" ونشرت في المجلة الأميركية للطب "لايف ستايل" أن مقدار الضحك الذي يتعرض له الشخص مرتبط بقدرة الجهاز المناعي على محاربة العدوى، من بين فوائد أخرى.
وتشير الدراسة إلى بحث إضافي خلص إلى أن الضحك العفوي (غير القسري) يعزز جهاز المناعة عن طريق زيادة نشاط الخلايا القاتلة الطبيعي. وقد تم قياس المستويات بعد أن شاهد المشاركون مقطع فيديو مضحكًا مدته ساعة واحدة.
والخلايا القاتلة الطبيعية هي خلايا ليمفاوية ذات قدرة فريدة على قتل مجموعة واسعة من الخلايا السرطانية والمصابة بالفيروس، وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة.
كما يحسن الضحك بصوت عال وظائف الجهاز المناعي ويزيد من معدل ضربات القلب ومستويات الأكسجين.
2- يخفض ضغط الدم
لفتت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يضحكون غالبًا ما يكون لديهم ضغط دم أقل من أولئك الذين يضحكون كثيرًا.
ويقلل انخفاض ضغط الدم من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
3- يساعد في شفاء الدماغ
يمكن أن يساعد الضحك في عكس أعراض الحزن أو الاكتئاب عن طريق زيادة المواد الكيميائية العصبية المعززة للسعادة في الدماغ، وفقًا لمعهد الدكتور سيرز الصحي.
وقد يساعد الضحك أيضًا الأشخاص الذين يتعافون من الأمراض المزمنة من خلال تخفيف الخوف والقلق اللذين يمكن أن يشغلا العقل بطريقة أخرى.
4- تمرين رياضي يقلل التوتر
وجد الباحثان بيرك وتان أن هرمونات التوتر والإدرينالين والكورتيزول تنخفض بعد الضحك. ولذلك قد يساعد الضحك الناس على تقليل التوتر والارتباك.
كما يمرن الضحك الحجاب الحاجز ويقلص عضلات البطن ويحرك الكتفين وعضلات الوجه.
ويجعل الضحك القلب يضخ الدم بمعدل يحرق كمية من السعرات الحرارية في الساعة مماثلة لحرق المشي ببطء.
5- مسكن آلام طبيعي
تشير الأبحاث إلى أن الضحك يقلل الالتهاب الذي قد يساهم في الألم. وقد وجد الباحثون في جامعة ماريلاند أن الضحك يزيد أيضًا من تدفق الدم، مما قد يساعد في تقليل الألم أيضًا.
وبالرغم من الفوائد الصحية والنفسية العديدة للضحك لكن افتعاله قد لا يكون سهلًا على الكثيرين في ظل المشاكل التي تحفل بها حياتهم.
وكانت مدربة التنمية الذاتية فيان عارف قد أكّدت في حديث سابق إلى "العربي" من إربيل أنّه ليس من السهل الانتقال بسرعة من مشاعر إلى أخرى، مؤكدة أن الأهم ليس الانتقال بالمشاعر، بل قيادة الفرد لمشاعره للجهة التي يريدها.
وقالت: "المشاعر المؤلمة التي لم نعشها بشكل سليم وصحي؛ تبقى عالقة داخلنا وتبقى موجودة ككتلة شعورية تؤذي الفرد وصحته، لذا يجب معالجة هذه الأحاسيس وعدم الاستسلام لها".
واعتبرت عارف تحويل المواقف السلبية إلى نكتة "خطوة رائعة" إذا كانت بهدف التهوين والتخفيف عن النفس، مؤكدة ضرورة عدم نكران ورفض هذه المواقف والمشاعر التي تتبعها.
كما شددت على أنّ الإنسان هو الذي يصنع واقعه ويعيش ظروفه بحسب نفسيته، وأضافت: "الواقع هو مرآة واضحة وصريحة لما نشعر به في داخلنا أغلب الوقت"، مشيرة إلى أنّ الحالة النفسية تؤثر على الصحة والجهاز المناعي وسرعة الشفاء. ونصحت المرضى بمشاهدة أفلام كوميدية، لأنّ حالة الاستمتاع والضحك ترفع من الطاقة الإيجابية لديهم.
