يعد الحفاظ على نوم جيد أمرًا ضروريًا في كل الأوقات، ولا سيما أنه يساعد في الحفاظ على صحة نفسية وجسدية جيدة.
وبينما يدخل أداء العبادات تغييرات على نمط الحياة اليومي للصائمين، يعاني كثر من اضطرابات النوم في شهر رمضان، ما ينعكس على مستوى جودة النوم وطول مدته وإيقاع اليوم التالي.
لماذا تحدث اضطرابات النوم في شهر رمضان؟
تتبدل العادات والتقاليد المتبعة في شهر رمضان، والتي تنعكس على المعتاد عند النوم، خصوصًا في ما يتعلق بتناول الطعام من حيث الكمية ومواعيد الوجبات.
بموازاة ذلك، تختلف مع بدء شهر الصوم مواعيد العمل التي يمكن أن تتأخر إلى ساعات الليل، وكذلك مواعيد الكثير من الأنشطة اليومية كالذهاب إلى المجمعات التجارية والأسواق، فضلًا عن أوقات ومدة الجلسات مع الأهل والأصدقاء، إلى جانب قضاء وقت طويل أمام شاشة التلفزيون.
كما تحدث بالتوازي تغييرات فيزيولوجية تؤثر على النوم، وتلعب الأطباق التي يتم تناولها دورًا في هذا الصدد.
فالأكل في وقت متأخر من ساعات المساء يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم في الليل، نتيجة زيادة عملية التمثيل الغذائي.
هكذا، وبينما يساعد انخفاض درجة حرارة الجسم ليلًا على الاسترخاء والخلود إلى النوم بسهولة، يساهم ارتفاع درجة حرارة الجسم في زيادة النشاط وقلة النوم.
وبسبب الصيام والانقطاع عن الطعام والشراب، تنخفض درجة حرارة الجسم خلال ساعات النهار لتؤدي إلى قلة اليقظة والشعور المستمر بالنعاس وتقلبات واضحة في المزاج.
نصائح للحصول على نوم صحي في رمضان
يستوجب تلافي اضطرابات النوم في شهر رمضان الحفاظ على نمط نوم صحي، والتقليل من الآثار السلبية المترتبة على قلة النوم.
ويُنصح في هذا الشأن بتجنب تناول المنبهات والمشروبات الغنية بالكافيين قبل فترة جيدة من موعد النوم لتجنب الأرق، وبعدم ممارسة الأنشطة البدنية الشاقة قبل ساعة من النوم تقريبًا.
وفيما يدعو المتخصصون إلى محاولة الخلود مبكرًا إلى النوم وتنظيم بيئته والتأكد من أن تكون درجة حرارة الغرفة لطيفة، يحذرون من النوم مباشرة بعد السحور لتجنب الإصابة بمشكلات صحية عدة منها ارتجاع المريء.
إلى ذلك، يعرض موقع "ميرور" البريطاني لمجموعة نصائح تساعد على النوم بشكل أفضل وتحول دون التعرض لاضطرابات النوم في شهر رمضان.
ومن هذه النصائح ضرورة الانتباه لما يتم تناوله من طعام، لا سيما بالنظر إلى ما تشهده موائد رمضان من أطباق غنية بالسكر وبالسعرات الحرارية.
ويمكن أن يؤدي هذا النوع من الطعام إلى إرهاق الجهاز الهضمي في الليل فيما يحاول الجسم هضم الوجبة التي تم تناولها، فضلًا عن الشعور بعدم الراحة عند محاولة النوم.
وجاء ضمن النصائح، التي يوردها "ميرور" نقلًا عن موقع "Mattress Next Day"، التأكد من الحفاظ على رطوبة الجسم. ففيما لا يوجد قدر كبير من الأبحاث التي تربط شرب ماء أكثر بنوم أفضل، إلا أن ترطيب الجسم يبقى أساسيًا للصحة.
ويذكر الموقع ما خلصت إليه دراسة سابقة من حيث أن شرب كمية أقل من الماء، يمكن أن يؤدي إلى قضاء وقت أقل في النوم.
وحول الشعور بالتعب بسبب وقت النوم المتأخر وساعة الاستيقاظ المبكرة، ينصح بالخروج إلى الهواء الطلق حيث ضوء الشمس الطبيعي.
فبالنظر إلى ما لهذا الأخير من تأثير قوي على إيقاع الساعة البيولوجية، يمكن أن يساعد الخروج لتنشق الهواء ولو لفترة وجيزة على الشعور بمزيد من اليقظة خلال اليوم.
أما إذا تمكن الصائم من الحصول على قيلولة للشعور بالانتعاش، فالنصيحة بألا تتعدى الـ20 دقيقة تجنبًا للدخول في نوم عميق يشعر المرء بالتعب عند كسره قبل انتهائه بشكل طبيعي.