الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

اضطراب الصمت الانتقائي.. كيف يمكن التعامل مع الطفل الذي يعاني منه؟

اضطراب الصمت الانتقائي.. كيف يمكن التعامل مع الطفل الذي يعاني منه؟

Changed

نافذة من أرشيف برنامج "صباح النور" تتناول الصمت الانتقائي عند الأطفال من الأسباب إلى طرق العلاج (الصورة: غيتي)
يعرّف موقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة الصمت الانتقائي على أنه اضطراب قلق حاد، لا يستطيع الشخص معه التحدّث في مواقف اجتماعية معينة.

يستغرب بعض أولياء الأمور انكفاء طفلهم عن الحديث في الحضانة أو المدرسة بينما يتفاعل بأريحية في المنزل ومع المقربين. 

وقد يتحوّل تشجيعهم له على الانخراط في محادثات إلى مزيج من الإلحاح والتأنيب، من دون أن يتنبهوا إلى احتمال إصابة الصغير باضطراب الصمت الانتقائي، ما يعني أنهم يمارسون مزيدًا من الضغوط عليه.  

فما هو هذا الاضطراب وأي أعراض ترافقه وكيف يمكن علاجه والتعامل مع المصابين به؟

"اضطراب قلق حاد" 

يعرّف موقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة الصمت الانتقائي على أنه اضطراب قلق حاد، لا يستطيع الشخص معه التحدّث في مواقف اجتماعية معينة؛ مع زملائه في المدرسة على سبيل المثال أو الأقارب الذين لا يراهم كثيرًا.

لكنه يوضح في الآن عينه أن الأشخاص الذين يعانون من الصمت الانتقائي قادرون على التحدث بحرية إلى أشخاص معينين، على غرار الأقارب والأصدقاء المقرّبين.

وبحسب الموقع، فإن الصمت الانتقائي يؤثر على حوالي 1 من كل 140 طفلًا، وهو أكثر شيوعًا بين الفتيات والأطفال الذين يتعلّمون لغة ثانية كمن هاجروا حديثًا من بلدهم الأم. 

ويلفت المصدر نفسه إلى أن الصمت الانتقائي يبدأ عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، وغالبًا ما يلاحظ للمرة الأولى عندما يبدأ الطفل ارتياد الحضانة أو المدرسة والتفاعل مع أشخاص خارج أسرته، منبهًا إلى أنه يمكن أن يستمر حتى مرحلة الرشد إن ترك دون علاج، ويؤدي إلى العزلة وتدني تقدير الذات واضطراب القلق الاجتماعي.

ما هي أعراض الصمت الانتقائي؟

ما تضعه الهيئة في المقال المنشور ضمن خانة علامة التحذير الرئيسية هو التباين في قدرة الطفل على التفاعل مع أشخاص مختلفين. 

فالأطفال عندها يُظهِرون سكونًا مفاجئًا وتعابير وجه متجمدة عندما يتوقع منهم التحدث إلى شخص خارج منطقة الراحة الخاصة بهم.

كما يندرج ضمن الأعراض تجنب الاتصال البصري، والعصبية أو الحرج الاجتماعي، أو الظهور بمظهر فظ أو عابس، وكذلك الخجل والانسحاب..

إلى ذلك، قد يعاني الأطفال من من نوبات غضب عندما يعودون إلى المنزل من المدرسة، أو لدى طرح الأهل أسئلة عليهم.

أما حول أسباب الصمت الانتقائي، فيشير الموقع إلى أن السبب ليس واضحًا دائمًا، لكن من المعروف أنه مرتبط بالقلق، لافتًا إلى أن العديد من الأطفال يصابون بالضيق الشديد فلا يستطيعون التحدث عند انفصالهم عن والديهم.

كما يذكر بأن اضطرابات في الكلام واللغة أو المشكلة في السمع يمكن أن تجعل أيضًا التحدث أكثر إرهاقًا.

يمكن أن يستمر اضطراب الصمت الانتقائي حتى مرحلة الرشد إن ترك دون علاج - غيتي
يمكن أن يستمر اضطراب الصمت الانتقائي حتى مرحلة الرشد إن ترك دون علاج - غيتي

متى ينبغي على الأهل التحرك؟

في إطلالة سابقة على شاشة "العربي"، عزت الاختصاصية في تقويم النطق واللغة ألين أبو كرم، الصمت الانتقائي إلى كونه ناتجًا عن ردة فعل الطفل على صدمة عاشها أو تغيير في حياته.

ولفتت إلى أن على الأهل اللجوء إلى مختصين لتشخيص الحالة بشكل صحيح إن طال الأمر عن 5 أسابيع، وهي الفترة التي تعطي له في أول الفصل الدراسي للتأقلم.

ونفت أن يكون الأمر ناتجًا عن نقص في الذكاء أو تأخر بالنطق أو مشكلة عضوية، وإلا لما سُمي اختياريًا، وفق ما قالت.

وفيما شددت على أهمية ألا يضع الأهل ضغوطًا على الطفل في المنزل ليتكلم، قدمت مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها لمساعدته.

وأوردت منها مرافقة الأم طفلها إلى المدرسة خارج أوقات الدوام، فيدلها على سبيل المثال إلى مقعده في الصف والمقاعد الخاصة بزملائه، ولا سيما أنها مصدر أمان له.

كما نصحت بتواصل الأم مع المربية في الصف، وبدعوة أصدقاء الطفل إلى منزله أي إلى المكان الذي يرتاح فيه، مذكرة بأن تفهم الأهل للطفل ومده بالشعور بالأمان يساعده على التخلص من مشكلته بشكل أسرع.

من جانبه، يشير موقع منظمة اضطراب الصمت الانتقائي إلى مجموعة من الخطوات لمساعدة الأطفال الذين يعانون منه. 

ويأتي بينها بحث الأهل عن أخصائي علاج ليوصي بخطة مناسبة ومتابعتها، وتثقيف أنفسهم والآخرين حول الصمت الانتقائي ليتمكنوا من التفاعل مع الطفل بطريقة تدعم خطة العلاج دون التسبب بمزيد من القلق.

كما يوصي بمدح الطفل عندما يتواصل بمحض إرادته، وإخباره بأنهم فخورون بالجهد الذي يبذله وأنهم يحبون سماع ما سيقوله.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close