الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

الخجل الشديد لدى الأطفال.. متى يدق الأهل ناقوس الخطر؟

الخجل الشديد لدى الأطفال.. متى يدق الأهل ناقوس الخطر؟

Changed

المدربة المتخصصة في التربية والوعي النفسي دلال الملا تتحدث لـ"العربي" عن أسباب الخجل المرضي لدى الأطفال (الصورة: غيتي)
رغم أن الخجل يعد طبيعيًا لدى الأطفال، إلا أنه قد يتحول إلى مرضي لدى الكثير منهم، فما هي أعراضه وكيف نساعد الطفل على تجنبه؟

يسيطر الخجل الشديد على الكثير من الأطفال، وهو ما يدفعهم إلى الابتعاد عن أي مشاركة في محيطهم وقد يرافقهم في مراحل عمرية متقدمة.

وتسرد مؤسسة "بيتر هيلث" بعض الجوانب السلبية التي تتأثر بها حياة الطفل نتيجة الخجل، ومنها: إهدار فرص تطوير المهارات الاجتماعية وعدم القدرة على تكوين صداقات، والعزوف عن المشاركة في الأنشطة الممتعة التي تتطلب التفاعل مع الآخرين، مثل الرياضة أو المسرح أوالموسيقى.

كما يمكن أن يزيد شعور الطفل بالوحدة وعدم الأهمية وضعف الثقة بالنفس وانخفاض القدرة على إنجاز الكثير من المهام، بسبب الخوف من أحكام المحيطين، إضافة إلى وجود مستويات عالية من القلق والتلعثم و التعرض للتنمر والإيذاء من الأطفال الآخرين.

ووفقًا للخبراء، يمكن التغلب على ذلك عبر تعليم الطفل تقنيات التنفس البسيطة أي الشهيق والزفير لمعرفة كيفية التحكم بالتنفس، وهو أحد الأشياء الأكثر تغيرًا عند التحدث في الأماكن العامة، كذلك ترك مساحة له ليكتب وينظم أفكاره، إضافة إلى أهمية الدعم والتشجيع الدائمين وتعزيز ثقته بنفسه.

يعد الخجل يعد فطريًا وطبيعيًا لدى الكثير من الأطفال - غيتي
يعد الخجل يعد فطريًا وطبيعيًا لدى الكثير من الأطفال - غيتي

متى يدق الأهل ناقوس الخطر؟

وترى المدربة المتخصصة في التربية والوعي النفسي، دلال الملا، أن الخجل يعد فطريًا وطبيعيًا لدى الكثير من الأطفال، خاصة في المرحلة العمرية المبكرة بين سنة إلى خمس سنوات، لأن الطفل يحتاج في سنواته الأولى لأن يكون بالقرب من والديه والشعور بالأمان بجانبهم مقابل الخجل والخوف من الغرباء، مؤكدة أن الخجل مرتبط بالخوف من شيء ما.

أما الخجل المرضي والذي يحتاج إلى تدخل طبي، فيكون عندما يتسبّب بعرقلة مسار الطفل اليومي مثل التحصيل الدراسي وسائر الأمور الاجتماعية الأخرى، حيث تصبح شخصية الطفل انطوائية، دون أن يتفاعل ويتواصل مع بيئته بشكل طبيعي، فضلاً عن ظهور علامات جسدية عليه مثل الخوف الاجتماعي الشديد والتعرّق، وفق حديث الملا لـ"العربي" من قطر.

وقالت إنه على الوالدين دق ناقوس الخطر إذا ما استمرت وتفاقمت أعراض الخجل الشديد على طفلهم بعد سن الخامسة، مشيرة إلى أن الأهل قد يكونون السبب الأساسي في خجل أطفالهم وخوفهم، لأنهم قد ينقلون مخاوفهم إليهم بطريقة غير مباشرة، خصوصًا عندما تكون شخصية الأم انطوائية على سبيل المثال، أو عندما تتحدث لطفلها عن خوفها من تعرّضه للخطف أو السير في الشارع بمفرده.

وأكدت الملا أن على الأهل التخلّص من السلوكيات "الهدّامة" لشخصية الطفل عند التعامل معه، مثل الصراخ والانتقاد، وهو ما سيدفعه للخجل من التصرّف بشكل طبيعي، بسبب خوفه من التعرّض للتوبيخ والانتقاد.

ومن أهم التقنيات التي يمكن اتباعها، مخالطة الطفل الخجول لأطفال أصغر منه سنًا بداية لشرح قصة أو درس ما لهم مثلاً، وبعدها التواجد مع أولاد بنفس فئته العمرية ثم أطفال أكبر منه سنًا، مما يساهم بتعزيز ثقته بنفسه تدريجيًا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close