لا تزال الأراضي الفلسطينية المحتلة تعيش على وقع حملة تصعيد إسرائيلية واسعة النطاق مع تجدد الاعتقالات في صفوف الفلسطينيين في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة، التي شهدت تجمعًا لآلاف المستوطنين الأحد ضمن ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام".
وذكرت مصادر فلسطينية اليوم الإثنين، بأن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات واسعة في منطقة باب العامود، حيث اعتقلت 9 شبان على الأقل، وفرضت إجراءات مشددة وعمليات تفتيش على كل من يمر في المنطقة، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت الأحد 50 فلسطينيًا على الأقل بينهم نساء وأطفال من محيط منطقة باب العامود ومن داخل البلدة القديمة والمسجد الأقصى، بحسب ما أكّد نادي الأسير الفلسطيني.
ونظّم الأحد نحو 25 ألف مستوطن إسرائيلي ما عُرف بمسيرة "الأعلام" في القدس، تزامنًا مع احتفال الاحتلال بذكرى ما يسمى بـ"ضم الجزء الشرقي" من المدينة، قبل أن تندلع مواجهات أسفرت عن إصابة العشرات من الفلسطينيين واعتقال آخرين.
بؤرة استيطانية جديدة
في غضون ذلك، تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، حيث شرع مستوطنون ببناء بؤرة استيطانية جديدة فوق أراضي بلدة جالود جنوبي نابلس.
وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس بأنه عقب عمليات التجريف في محيط البورة الاستيطانية "احيا" المقامة على الأراضي الجنوبية لبلدة جالود، شرع مستوطنون بتجهيز المنطقة بالبنية التحتية ونصبب 7 بيوت متنقلة.
ونقلت وكالة "وفا" عن دغلس قوله: إنّ البؤرة الاستيطانية الجديدة لا تبعد سوى أمتار عن أحياء البلدة التي يسكنها المواطنون.
كما أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقهمها الطبية تعاملت مع 6 إصابات خلال مواجهات في بلدة "عوريف" جنوبي نابلس، بينها إصابة بالرصاص الحي و4 بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز.
وأفاد شهود عيان لوكالة "الأناضول" بأن مستوطنين إسرائيليين هاجموا مدرسة عوريف واعتدوا على طلبة ومدرسين.
اعتداءات المستوطنين متواصلة
من جهتها، أكّدت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الإثنين، أنّ الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون في الأراضي الفلسطينية تشكل "اختبارًا لمصداقية مجلس الأمن وجديته في تنفيذ القرار 2334 المتعلق بالاستيطان والذي أقره المجلس عام 2016".
وأدانت الوزارة الفلسطينية "عربدات وانتهاكات وجرائم المستوطنين وميليشياتهم ومنظماتهم الإرهابية المسلحة ضد المواطنين المدنيين العزل وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم".
وأشارت بالخصوص إلى "إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة جالود جنوب نابلس، كجزء لا يتجزأ من مخطط استعماري توسعي يستهدف المنطقة بأكملها لتخصيصها لصالح الاستيطان".
كما أدانت الوزارة "إقدام المستوطنين على تنظيم مسيرة أعلام استفزازية تجاه الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل واقتحامه على طريق تهويده بالكامل".
وعادة ما يشن مستوطنون اعتداءات بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، في مناطق الضفة الغربية المحتلة. وتقول السلطة الفلسطينية، إن السلطات الإسرائيلية "تتساهل مع المستوطنين، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة".
وتُشير بيانات حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة) بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.