الأحد 12 مايو / مايو 2024

اقتحمت مصرفًا بـ"مسدس وهمي" لإنقاذ شقيقتها.. إشادة بسالي حافظ في لبنان

اقتحمت مصرفًا بـ"مسدس وهمي" لإنقاذ شقيقتها.. إشادة بسالي حافظ في لبنان

Changed

"العربي" يواكب عملية اقتحام فتاة لمصرف في بيروت (الصورة: فيسبوك)
أشاد ناشطون لبنانيون وفنانون بما فعلته المواطنة سالي حافظ التي اقتحمت مصرفًا يحتجز أموالها لاستردادهم بمسدس وهمي بغية علاج شقيقتها المصابة بالسرطان.

تحولت الشابة اللبنانية سالي حافظ من مواطنة تسعى خلف أموالها المحتجزة في أحد المصارف إلى بطلة بعين فئة واسعة من الشارع اللبناني، اليوم الأربعاء. 

وصباحًا، اقتحمت حافظ برفقة عدد من الناشطين، مصرفًا في العاصمة بيروت، شاهرة مسدس أكدت تقارير إعلامية لبنانية أنه وهمي لتغادر بعدها مع 13 ألف دولار من مدخراتها لعلاج شقيقتها من السرطان، على ما أفادت جمعية المودعين.

ومع بداية الأزمة الاقتصادية التاريخية التي تعصف بالبلاد، فرضت المصارف منذ خريف 2019 قيودًا مشددة على سحب الودائع المصرفية تزايدت شيئًا فشيئًا، حتى أصبح شبه مستحيل على المودعين التصرف بأموالهم، خصوصًا تلك بالدولار الأميركي.

وأشاد ناشطون وفنانون بما فعلته حافظ، معتبرين أن ما قامت به "بطولة لأجل شقيقتها"، وردًا على إمعان الدولة بالتأخير لحل أزمة المودعين وأموالهم المحتجزة. 

وكانت حافظ قد عرضت منشورًا على صفحتها الخاصة في فيسبوك، تضمن صورة لشقيقتها المصابة بالسرطان، وعدت خلاله أختها أن تمكنها من السفر والعلاج وتربية ابنها، قبل أن تقوم بعده بساعات بالعملية التي اجتاحت صورها منصات التواصل الاجتماعي.

سالي كتبت بعد العملية على منصة فيسبوك، بطريقة ساخرة إنها وصلت المطار، بينما القوى الأمنية تحاصر منزلها، وهي في طريقها إلى إسطنبول، سرعان ما كشفت مقاطع فيديو سابقة مشاركتها المنتفضين في انتفاضة 17 أكتوبر/ تشرين الأول، وحركات الاحتجاج على المنظومة الحاكمة حينها.

وكانت حافظ في عداد المنتفضين الذين اقتحموا مكتب وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، لمطالبتهم بالأدوية الخاصة بالسرطان، بعد فقدانها من الأسواق المحلية. وتناول فيديو المقطع الذي ظهرت به الفتاة وهي تسخر من لقب "الدكتور" على الوزير.

وفيما علت أصوات معارضة لتصرف حافظ، كونه يهدد أمن موظفي المصرف، رأى ناشطون أن السلطة اللبنانية وجمعية المصارف، ومن خلفهم ممن احتجزوا أموال المواطنين يتحملون وحدهم مسؤولية الاقتحامات المتعددة للمصارف، والتي نشطت في الآونة الأخيرة.

وقال المخرج ربيع الأمين، الذي أوقف سابقًا بسبب مهاجمته المصرفي والمرشح السابق للنيابة مروان خير الدين: إن ما نشرته سالي عن محاصرة منزلها، يجسد "استخفافًا بالادعاءات النضالية للذين قدموا أنفسهم كبدائل للأحزاب، وفرضوا أساليبهم على الانتفاضة، وطالبوا ببرنامج سياسي قبل أي عنف ثوري".

"هذه أموالنا"

وظهرت حافظ في مقطع فيديو لها داخل المصرف، وهي تقول إنها قصدت البنك مرارًا "ورجت القيمين فيه، استعادة أموالنا لعلاج شقيقتي المصابة بالسرطان، وكانوا يطالبوننا باستمرار بمستندات، دون وعود حتى بإيفاء حقنا". 

وأضافت: "في هذا البلد، لن تصطلح الأمور إلا بهذه الطريقة، فهذا المال شقينا وتعبنا للحصول عليه، طوال حياتنا".

مسلسل "كازا دي بابل" الإسباني الشهير، حضر في الإشادات التي انهالت بحق حافظ، فأطلق الناشطون بحق حافظ تشبيهات ببطلات المسلسل "طوكيو" و"نيروبي" و"البروفيسور"، وقال الناشط السياسي علي مراد معلقًا على منصات التواصل: "لا طوكيو، ولا نيروبي، هنا بيروت".

وهذه هي الحالة الثالثة من نوعها التي تشهدها البلاد، بعد أن اقتحم رجل مصرفًا في بلدة جب جنين، أول السنة الحالية، للسبب نفسه، وتكرر الأمر في أغسطس/ آب الماضي، حين دخل مودع فرع بنك فدرال اللبناني في منطقة الحمراء ببيروت، وهدّد الموظفين بسلاح ناري، ولم يوافق على المغادرة إلا بعد أن تعهد البنك بمنحه 35 ألف دولار من إجمالي وديعته التي تتجاوز 200 ألف دولار.

وأوضح الرجل حينها أنه بحاجة إلى الأموال لدفع قيمة فواتير المستشفى لأحد أقاربه.

وللعام الثالث على التوالي، يعيش لبنان أزمة اقتصادية جعلت 8 من كل 10 أشخاص فقراء وفق البنك الدولي. في مقابل ذلك، فقدت الودائع بالعملة المحلية قيمتها مع تراجع الليرة أكثر من 90% أمام الدولار.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close