تواصل فرق الإنقاذ في قناة السويس جهود "التكريك" والقطر، اليوم الأحد، لتعويم سفينة حاويات ضخمة تسد الممر المائي المزدحم، في وقتٍ يبدو أنّ الجهود تعقدت بسبب كتلة صخرية أسفل مقدمة السفينة.
وأفادت هيئة قناة السويس، في بيان، بأن "الكراكات" رفعت حتى الآن حوالي 27 ألف متر مكعب من الرمال حتى عمق 18 مترًا، وأن أعمال التكريك والشد بالقاطرات ستستمر على مدار الساعة وفقًا لظروف المد والجزر واتجاه الرياح.
وكشف رئيس الهيئة أسامة ربيع لوسائل إعلام محلية أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر بالاستعداد لسيناريو تفريغ بعض حمولة السفينة للمساعدة في تعويمها، مؤكدًا أن هناك مؤشرات إيجابية.
وأشار ربيع إلى أن الهيئة تبحث إعطاء السفن المتضررة من عرقلة حركة الملاحة في القناة بعض التخفيضات.
وأوضح أن القناة تخسر ما بين 13 و14 مليون دولار من الإيرادات اليومية بعد توقف حركة الملاحة بسبب جنوح سفينة الحاويات، مشيرًا إلى أن 369 سفينة تنتظر عبور القناة.
لكن مصدرين بالهيئة قالا لوكالة "رويترز": إن كتلة صخرية عُثر عليها أسفل مقدمة السفينة مما يزيد جهود الإنقاذ تعقيدًا، في حين حذر خبراء من أن عملية كهذه ستكون معقدة وطويلة.
الأردن يرفع حالة التأهب في ميناء العقبة
في غضون ذلك، رفعت الهيئة البحرية الأردنية، حالة التأهب في موانئ العقبة (جنوب المملكة)، مع توقعاتها برسو عدد كبير من السفن، في حال تم تعويم الباخرة الجانحة في قناة السويس المصرية.
وقال مدير عام الهيئة محمد سلمان، في تصريح صحافي، الأحد: إن "الهيئة وضعت خطة متكاملة لتفويج السفن القادمة من قناة السويس، في حال تعويم الباخرة الجانحة وفتح القناة".
وذكر سلمان أن الهيئة "تتوقع تدفق أكثر من 13 سفينة، ستأتي مرة واحدة إلى موانئ العقبة، محملة بالبضائع والحاويات والأغنام والسيارات والمواد الكيماوية". وبيّن المسؤول الأردني أن موانئ العقبة على جاهزية للتعامل مع أي ظرف محتمل.
321 سفينة تنتظر العبور على طرفي قناة السويس
وفي سياق متصل، يبحث عمال الإنقاذ التابعون للهيئة وفريق من شركة "سميت سالفدج" الهولندية ما إذا كانت هناك حاجة لإزالة بعض حاويات إيفر غرين البالغ عددها 18300 حاوية باستخدام رافعة حتى يمكن تعويمها.
وتنتظر 321 سفينة لعبور القناة وذلك حتى أمس السبت ومن بينها عشرات الحاويات وسفن المواد السائبة وسفن الغاز الطبيعي المسال أو غاز البترول المسال.
ويمر نحو 15% من حركة الشحن العالمية في قناة السويس.
والثلاثاء، واجهت سفينة حاويات ضخمة طقسًا عاصفًا أثناء سفرها شمالًا في قناة السويس من الصين إلى مدينة روتردام الهولندية؛ ما أدى إلى جنوحها، وسد الممر المائي العالمي حتى اليوم.
وقدمت عدة بلدان أبرزها تركيا، إلى جانب الولايات المتحدة والإمارات، عروضًا لمساعدة مصر في إنقاذ السفينة الجانحة.
والسفينة الجانحة "إيفرغرين" مملوكة لشركة "شوي كيسن" اليابانية، ومسجلة في بنما، ومستأجرة من شركة "إيفرغرين" التايوانية، ويبلغ طولها 400 متر، وتحمل نحو 220 ألف طن من البضائع.
وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريبا بعد جنوح السفينة وأثر غلق القناة على سلاسل الإمداد العالمية مهددًا بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلًا بسبب قيود كوفيد-19.