يشهد السودان ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الدواء بعد زيادة فرضتها السلطات وصلت إلى 1000% على بعض الأصناف، وطالت الضرورية منها لأصحاب الأمراض المزمنة كمرضى السكري والربو والفشل الكلوي، في حال توفرها.
ويعاني المرضى في السودان من ندرة عدد من الأدوية؛ ما دفع الأطباء للتحذير من انعكاس هذه الأزمة على فرص المريض في الحصول على العلاج في الوقت المناسب.
معاناة مرضى الفشل الكلوي
يشتكي مواطنون من عدم توفر أدوية خاصة لعدد من الأمراض المزمنة ولا سيما الخاصة لمرضى الفشل الكلوي، يعدد عبد الرحمن حنفي، المصاب بالفشل الكلوي أسماء بعضها. ويؤكد الصيدلاني السوداني أحمد الريح الضو، فقدان أدوية تهدد حياة المرضى.
وتقدِّر جمعية زارعي الكلى عدد المصابين بالفشل الكلوي بأكثر من 5000، لكن قدرتها على تقديم الخدمة لمثل هؤلاء المرضى لا تكفي فعليًا لأكثر من مئتي شخص فقط.
ويهدد فقدان الدواء المرضى ممن زرعوا الكلى، بحسب الجمعية، التي تقدم خدمة الاستصفاء الدموي مجانًا، فيما يحتاج المرضى لأكثر من ذلك حيث يعاني معظمهم من أمراض مزمنة أخرى.
ويقول رئيس جمعية زارعي الكلى في السودان، نادر الزين الطيب في حديث لـ"العربي": "المريض يحتاج لعدة متطلبات ابتداءً من حركته من منزله إلى مكان تلقي العلاج إلى شراء بعض العلاجات التي لا تتوفر في المراكز".
أسعار تفوق الإمكانات
وبين الحاجة إلى الدواء وقدرة الهيئات الصحية على توفيره، يشكو المرضى وذووهم من ارتفاع سعر الأدوية الذي أصبح يفوق إمكاناتهم المادية في كثير من الأحيان.
ويؤكد عضو اللجنة التنفيذية لتجمع الصيادلة المهنيين، صلاح جعفر محمد، أن السودان يشهد أزمة ندرة وارتفاع أسعار الدواء منذ عام ونصف، ويقول في حديث إلى "العربي" من السودان: "إن الأزمة مؤشر لمدى اهتمام الحكومة بصحة المواطنين".
ويضيف: "إن الدواء جزء أساسي من النظام الصحي، ويحتاج إلى سياسات ثابتة تؤمن استمرارية الإمداد". ويصف سياسات الحكومة المتبعة حاليًا في هذا الإطار "بإعلان الحرب على المواطنين العزل".