الجمعة 26 يوليو / يوليو 2024

الأعلى في تاريخها.. ما أسباب عجز ميزانية المنظومة الأوروبية؟

الأعلى في تاريخها.. ما أسباب عجز ميزانية المنظومة الأوروبية؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على أسباب عجز ميزانية المنظومة الأوروبية (الصورة: غيتي)
يعزى العجز في المنظومة الأوروبية خصوصًا إلى الارتفاع الحاد في قيمة واردات الطاقة، التي بدأت في نهاية عام 2021، واستمرت حتى نهاية عام 2022.

لا تخيم تداعيات الحرب الأوكرانية فقط على الاجتماعات السياسية والعسكرية في أوروبا، بل تتصل بالمسار الاقتصادي، إذ سجل ميزان تجارة السلع في الاتحاد الأوروبي في العام الماضي أعلى عجز مالي في تاريخ المنظومة الأوروبية، بحيث بلغت 432 مليار يورو.

ويعزى العجز خصوصًا إلى الارتفاع الحاد في قيمة واردات الطاقة، التي بدأت في نهاية عام 2021، واستمرت حتى نهاية عام 2022.

أما في تفاصيل المشهد الاقتصادي، فقد وصلت الواردات من خارج الاتحاد الأوروبي 41%، والصادرات إلى 18%، وهذا أعلى معدل نمو على أساس سنوي خلال العقد الأخير.

وتُعتبر الولايات المتحدة هي أكبر وجهة لصادرات الاتحاد الأوروبي من السلع في عام 2022، بينما تعد الصين أكبر مصدر لواردات الاتحاد الأوروبي من السلع.

ما أسباب عجز ميزانية المنظمة الأوروبية؟

وفي هذا الإطار، يوضح الخبير الاقتصادي نهاد إسماعيل، أن الاتحاد الأوروبي يمر في مرحلة صعبة جدًا وبظروف استثنائية سببها الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي أدت إلى موجة كبيرة من التضخم، وتفاقم بأسعار الطاقة، لأن أوروبا اعتمدت بشكل كبير على روسيا كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي والنفط، الأمر الذي أدى إلى عجز ميزانية الاتحاد الأوروبي.

وفي حديث لـ"العربي" من لندن، يستبعد إسماعيل استمرار ما وصفها بـ"الحالة الاستثنائية"، في حال تم التوصل إلى حل للنزاع الأوكراني الروسي، لأن الحرب، حسب قوله كلفت الاتحاد الأوروبي مبالغ هائلة، كما أن الاتحاد دفع 52 مليار يورو لمساعدة أوكرانيا عسكريًا وماليًا حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، مشيرًا إلى أن هذا المبلغ قد يرتفع إذا استمرت الحرب، الأمر الذي يشكل عبئًا كبيرًا على الاتحاد الأوروبي، كما أنه يعد إحدى نقاط الخلاف بين أعضائه.

وأمام هذه المعطيات، يؤكد إسماعيل أن أوروبا تبقى ثالث أكبر اقتصاد في العالم، حيث أن حجمه 16 تريليون دولار، كذلك تعد أكبر مصدر للمواد الصناعية بعد الصين، ولها مقومات كثيرة في الزراعة والصناعة، وكذلك الخدمات السياحية، فهي اقتصاد قوي ويستحوذ على 18% من حجم التجارة العالمية.

ويردف إسماعيل أن الدول الأعضاء تستورد أكثر مما تصدر لأن هناك حاجة لمواد مثل المواد الخام التي تعد هي من الأولويات التي تحتاجها أوروبا، لذلك كانت تستورد من روسيا معظم حاجتها، والآن تحاول تأمين مصادر المواد الخام اللازمة للصناعة والتكنولوجيا.

ويلفت إلى أن أوروبا تدرس مقترحًا تم تقديمه مؤخرًا، لتقليل الاعتماد على الصين في استيراد التكنولوجيا اللازمة للطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أن هناك حساسيات سياسية تمكن أوروبا من الحصول على بدائل من مصادر موثوقة أخرى لأسباب سياسية واستخباراتية، لأن هناك قلقًا من التكنولوجيا الصينية.

وبشأن الخطط التي من الممكن أن تقي الاتحاد الأوروبي من تبعات هذه الوضعية الاقتصادية، يوضح الخبير الاقتصادي أنه تم وضع مقترحات معينة، كإصلاح ما يسمى سوق الكهرباء لمنع التنافس غير المنطقي ولتأمين الطاقة لجميع الدول بطريقة عادلة، ودراسة وسائل للعثور على المواد الخام من مصادر موثوقة.

ويخلص إسماعيل إلى أن الحرب القائمة بين أوكرانيا روسيا تمثل العبء الأكبر والثقيل الذي يخيم على الاقتصاد الأوروبي ويستنزفه، ويرفع التضخم والتضخم الذي يؤدي إلى رفع أسعار الفائدة الأمر الذي يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close