الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

الإجلاء مستمر على وقع الاشتباكات.. حمدوك: تداعيات حرب السودان كارثية

الإجلاء مستمر على وقع الاشتباكات.. حمدوك: تداعيات حرب السودان كارثية

Changed

متحدث باسم الجيش السوداني يشرح لـ"العربي" الأوضاع الميدانية (الصورة: غيتي)
نزح حوالي 75 ألف شخص جراء النزاع في السودان إلى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك السبت من أن النزاع في السودان قد يتفاقم إلى إحدى أسوأ الحروب الأهلية في العالم في حال لم يتم وضع حد له.

ويأتي هذا التصريح تزامنًا مع استمرار الدول في إجلاء رعاياها، على وقع مواصلة طرفي القتال، الجيش وقوات الدعم السريع، المعارك في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.

وأدى هذا النزاع إلى سقوط ما لا يقل عن 528 قتيلًا و4599 جريحًا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السبت، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك.

"كابوس للعالم"

وقال حمدوك في حديث مع قطب الاتصالات الملياردير البريطاني من أصل سوداني مو إبراهيم خلال مناسبة استضافها الأخير ضمن نشاطات مؤسسته للحكم والقيادة في نيروبي: "إذا كان السودان سيصل إلى نقطة حرب أهلية حقيقية، فإن سوريا واليمن وليبيا ستكون مجرد مبارزات صغيرة".

وأضاف: "أعتقد أن ذلك سيشكل كابوسًا للعالم"، مشيرًا إلى أنه ستكون له تداعيات كبيرة.

واعتبر حمدوك أن النزاع الحالي "حرب لا معنى لها" بين جيشين، مؤكدًا أن "لا أحد سيخرج منها منتصرًا، لهذا السبب يجب أن تتوقف".

ونزح حوالي 75 ألف شخص جراء النزاع في السودان إلى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.

وتولى حمدوك رئاسة أول حكومة للسودان خلال مرحلة الانتقال المضطربة إلى الحكم المدني قبل الإطاحة به واحتجازه في انقلاب. وعلى الرغم من إعادته إلى منصبه بعد ذلك، إلا أنه استقال في كانون الثاني/ يناير الماضي.

استمرار إجلاء الرعايا

من جهة أخرى، أعلنت بريطانيا، السبت، إجلاء 1888 من مواطنيها في السودان، وذلك منذ 25 أبريل/ نيسان الجاري.

وفي بيان صادر عنها، قالت الخارجية البريطانية إن آخر طائرة إجلاء غادرت قاعدة "وادي سيدنا" قرب الخرطوم السبت، مضيفة أنه تم تنظيم 21 رحلة طيران منذ 25 أبريل، لغرض الإجلاء.

وأوضح أنه تم إجلاء ما مجموعه 1888 بريطانيًا، عبر رحلات الطيران المذكورة.

مواطنون أجانب أثناء إجلائهم من السودان - غيتي
مواطنون أجانب أثناء إجلائهم من السودان - غيتي

وأكد البيان أن السلطات البريطانية ستركز على تقديم الخدمات القنصلية لمواطنيها الذين انتقلوا إلى مدينة بورتسودان السودانية وإلى البلدان المجاورة.

كما أجلت بكين 940 شخصًا من رعاياها من السودان وسط اشتباكات مستمرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الصينية.

وقال متحدث الوزارة تان كيفي، في بيان: "إن سفينتين تابعتين لجيش التحرير الشعبي الصيني نقلتا المواطنين الصينيين الـ 940 و231 أجنبيًا إلى ميناء في جدة بالمملكة العربية السعودية".

تطورات ميدانية

ميدانيًا، أعلن الجيش السوداني، مساء السبت، أن قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة انتشرت جنوبي العاصمة الخرطوم.

وقال الجيش في بيان: "بدأ انتشار وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي تدريجيًا بمناطق جنوب الخرطوم، وسيتوالى نزولها تباعًا بمناطق العاصمة".

وشرطة الاحتياطي المركزي، قوات شبه قتالية تتبع وزارة الداخلية، شاركت في حرب دارفور في حكم الرئيس السابق عمر البشير.

وفي مارس/ آذار 2022، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قوات الاحتياطي المركزي بسبب "انتهاكات خطيرة" لحقوق الإنسان، واتهمتها باستخدام القوة المفرطة ضد متظاهرين يحتجون سلميًا ضد الانقلاب العسكري الذي وقع في أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

من ناحية أخرى، اتهم الجيش، قوات الدعم السريع بأنها استمرت في "القصف العشوائي لمناطق في محيط القيادة ووسط الخرطوم وأم درمان".

وتابع الجيش في بيانه: "اشتبكت قواتنا مع المتمردين (الدعم السريع) في مناطق الحلفايا (شمالي مدينة بحري) وجنوب أم درمان (غربي العاصمة)، وحققت عمليات التمشيط نجاحات في المنطقتين".

محاولة استيلاء على السلطة

وفي هذا الإطار، أوضح المتحدث باسم الجيش السوداني  العميد الركن نبيل عبد الله أن "الوضع الغريب والشاذ لقوات الدعم السريع هو أحد تجليات الأزمة التي يعيشها السودان الآن".

وأضاف في حديث لـ"العربي" من الخرطوم، أن ما وصفها بميليشيا الدعم السريع تأسست في أثناء حكم النظام السابق بقيادة الرئيس عمر البشير، الذي تفاخر بها كثيرًا بأنها قوة احتياطية، وهي القوة التي شكلها لتحميه في السلطة.

وتابع عبد الله، عندما ثار الشعب السوداني على عمر البشير وانحازت القوات المسلحة لهذا الشعب، فإن قوات الدعم السريع وجهت البوصلة إلى الجهة التي تحفظ لهم مصالحهم، وتضمن بقاءهم ووجودهم، ثم بعد ذلك تنكروا للقوات المسلحة، معتبرًا هذا الأمر من الأخطاء الإستراتيجية الكبرى التي تدفع القوات المسلحة ثمنها الآن.

وشدد على أنه ليس هنالك شيء اسمه شراكة في الجيوش النظامية، مشيرًا إلى أن مفهوم العسكرية يقوم على رئيس ومرؤوس، وعلى نظام واضح يقوم على تراتبية عسكرية واضحة، ولوائح وقوانين واضحة أيضًا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close