الإثنين 13 مايو / مايو 2024

الاحتباس الحراري.. البعوض يتّجه إلى الأعالي ومخاطر من انتشار الملاريا

الاحتباس الحراري.. البعوض يتّجه إلى الأعالي ومخاطر من انتشار الملاريا

Changed

نافذة إخبارية أرشيفية عن انتشار البعوض في أوروبا ومخاوف من خطر انتشار أمراض فيروسية (الصورة: غيتي)
يُبدي العلماء قلقهم من أنّ الأشخاص الذين يعيشون في مناطق غير مضيافة للحشرات يُمكن أن يكونوا مُعرّضين حديثًا للأمراض المعدية نتيجة البعوض.

مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب التغيّر المناخي، يُهاجر البعوض ببطء إلى المناطق العالية.

ويرتفع نطاق درجة الحرارة التي ينمو فيها البعوض الحامل للملاريا. ووجد الباحثون دليلًا على هذه الظاهرة من المرتفعات الاستوائية في أميركا الجنوبية إلى المناطق الجبلية المكتظة بالسكان في شرق إفريقيا.

ويُبدي العلماء قلقهم من أنّ الأشخاص الذين يعيشون في مناطق غير مضيافة للحشرات، بما في ذلك منحدرات جبل كليمنجارو وجبال شرق إثيوبيا، يُمكن أن يكونوا مُعرّضين حديثًا للمرض.

وقال مانيشا كولكارني، الأستاذ والباحث الذي يدرس الملاريا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بجامعة أوتاوا، لوكالة أسوشييتد برس: "مع ارتفاع درجات الحرارة في المناطق العالية بسبب تغيّر المناخ وكل هذه التغيرات البيئية الأخرى، يمكن أن يعيش البعوض في أعالي الجبال".

وقاد كولكارني دراسة نُشرت عام 2016، وجدت أن موطن البعوض الحامل للملاريا قد اتسع في منطقة جبل كليمنجارو الشاهقة بمئات الكيلومترات المربّعة في 10 سنوات فقط. وعلى النقيض من ذلك، أصبحت الارتفاعات المنخفضة شديدة الحرارة بالنسبة للحشرات.

وتكرّر الأمر في أماكن أخرى. فعلى سبيل المثال، لاحظ الباحثون عام 2015 أنّ طيور هاواي الأصلية خرجت من الموائل المنخفضة الارتفاع حيث هاجر البعوض الذي يحمل ملاريا الطيور ببطء إلى مناطقهم.

وانخفضت الوفيات العالمية من الملاريا بنسبة 29% بين عامي 2002 و2021، حيث اتخذت البلدان أساليب أكثر عدوانية في مكافحة المرض. ومع ذلك، لا تزال الأرقام مرتفعة، لا سيما في أفريقيا حيث يُمثّل الأطفال دون سن الخامسة، 80% من جميع وفيات الملاريا.

وسجّل أحدث تقرير عن الملاريا في العالم من منظمة الصحة العالمية، 247 مليون حالة إصابة بالملاريا عام 2021، وشكّلت كل من نيجيريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأوغندا، وموزمبيق وحدها حوالي نصف هذه الحالات.

وأشار دوج نوريس، المتخصّص في البعوض في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة، لوكالة أسوشييتد برس إلى "علاقة قوية بين تغيّر المناخ والتغيير في توزّع انتشار البعوض".

على الرغم من ذلك، لا يزال هناك عدم يقين بشأن مدى تأثير انتقال مجموعات البعوض على الناس في المستقبل.

ووجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة "جورجتاون" حول حركة البعوض في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء أنّ النواقل قد تحركت نحو الأماكن العالية بمعدل 6.5 أمتار سنويًا.

وأضاف نوريس أنّه من الصعب إرضاء البعوض بشأن موطنه، وأن الأنواع المختلفة التي تحمل الملاريا لها تفضيلات مختلفة في درجات الحرارة والرطوبة وكمية الأمطار.

كما أنّ الناس يكافحون الملاريا بالناموسيات، والمبيدات الحشرية، وغيرها من الأدوات. وبالتالي، يُصبح من الصعب تحديد اتجاه واحد لتغيّر المناخ.

بشكل عام، قال نوريس: إنّ البعوض ينمو بشكل أسرع في الظروف الأكثر دفئًا. كما يُمكن أن تؤدي مواسم الأمطار الأطول إلى ظهور موائل أفضل للبعوض الذي يتكاثر في الماء.

وفي حين أن الجفاف يشجّع الناس على تخزين المياه في حاويات، مما يوجد مواقع تكاثر مثالية. وقد ارتبط تفشّي الشيكونغونيا، وهو مرض آخر ينقله البعوض، بين عامي 2004 و2005 بالجفاف في ساحل كينيا.

وتمكّن الباحثون من ربط الانخفاض في حالات الإصابة بالملاريا في مرتفعات إثيوبيا في أوائل القرن الحادي والعشرين، بانخفاض درجات الحرارة.

وربطت باميلا مارتينيز الباحثة في جامعة إلينوي أوربانا شامبين بين الملاريا وارتفاع درجة الحرارة، وبالتالي تغير المناخ.

وقالت مارتينيز لوكالة أسوشييتد برس: "عندما تنخفض درجة الحرارة، ينخفض ​​الاتجاه العام لحالات الملاريا. وهذا يثبت أن درجة الحرارة لها تأثير على انتقال المرض".

المصادر:
العربي - أسوشييتد برس

شارك القصة

تابع القراءة