Skip to main content

الانسحاب الأميركي من أفغانستان.. هل يقضي بايدن على عملية السلام؟

الخميس 15 أبريل 2021
الانسحاب الأميركي وجّه ضربة قاسية لعملية السلام المتعثرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان

اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن قرار الإدارة الأميركية بالانسحاب من أفغانستان وجّه ضربة قاسية لعملية السلام المتعثرة بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، وسلب الحكومة الأفغانية ورقة نفوذها ضد الحركة. 

فبعد ساعات من الأنباء التي أشارت إلى تأجيل الانسحاب الأميركي من موعده المقرّر في مايو/ أيار إلى سبتمبر/ أيلول، استبعدت طالبان حضور مؤتمر السلام الذي ترعاه الولايات المتحدة، والمقرر عقده الأسبوع المقبل في مدينة إسطنبول التركية، في إجراء تسعى إدارة بايدن من خلاله إلى الوصول لاتفاق سريع حول مستقبل أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي.

ورأت الصحيفة أن قرار انسحاب القوات الأميركية غير المشروط، يمثّل انقلابًا على اتفاق الدوحة، الذي توصّلت إليه إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب العام الماضي مع "طالبان"P إذ إن الاتفاق كان ينصّ على قيام "طالبان" بتقديم ضمانات حول كبح تحرّكات تنظيم "القاعدة"، مقابل تعهّد الولايات المتحدة برحيل قواتها في الأول من مايو/ أيار.

ونقلت الصحيفة عن أندرو واتكينز، المحلل البارز للشؤون الأفغانية في "مجموعة الأزمات الدولية"، قوله: "إذا اعتبرت طالبان الانسحاب غير المشروط إلغاءً أميركيًا لاتفاق الدوحة، وهو ما يبدو جليًا للغاية، فإن الحركة لن تلتزم على الإطلاق باستمرار المباحثات مع الحكومة الأفغانية".

بايدن "لا يكترث" بما سيحدث في أفغانستان

وفي السياق نفسه، اعتبر بعض المسؤولين الأفغان أنّ الإعلان الأميركي عن الانسحاب دليلًا على أن بايدن لا يكترث على الإطلاق بما سيحدث في أفغانستان مستقبلًا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني في الحكومة الأفغانية قوله: "لا يمكنك تحقيق تسوية سياسية إذا لم يكن لديك وجود عسكري، لأن الوجود العسكري الأميركي هو ورقة النفوذ الوحيدة التي تتمتّع بها الولايات المتحدة ضدّ طالبان".

وشرحت أشلي جاكسون، الباحثة في "معهد التنمية الخارجية"، أن أيًا من الطرفين "لم يلتزم حقًا بالتوصّل إلى اتفاق سلام باعتباره جزءًا من العملية التي تدعمها الولايات المتحدة"، مضيفة: "لقد ماتت عملية السلام ودُفنت. لا تستطيع إجبار أي طرف على الجلوس إلى طاولة التفاوض، لا يمكن أن يحدث ذلك في هذه المرحلة".

وكالة الاستخبارات الأميركية "متشائمة"

ومع الانسحاب الأميركي من أفغانستان، فإن دول "الناتو" الأخرى ستسحب قواتها، والبالغ عددها 7 آلاف جندي.

وعلى الرغم من أن الحكومة الأفغانية تقول إنها قادرة على تدبير أمورها بنفسها، إلا أن وكالة الاستخبارات الأميركية متشائمة في هذا الإطار، حيث رجّح تقرير للاستخبارات الأميركية أن "تُحقّق طالبان مكاسب في ساحة المعركة، بينما ستُكافح الحكومة الأفغانية من أجل كبح جماح الحركة، بعد انسحاب قوات التحالف".

المصادر:
وول ستريت جورنال
شارك القصة