الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

التصعيد الإسرائيلي في القدس وغزة.. انعكاس لتناقضات حكومة بينيت الجديدة

التصعيد الإسرائيلي في القدس وغزة.. انعكاس لتناقضات حكومة بينيت الجديدة

Changed

يعكس التصعيد الإسرائيلي تجاه الأراضي المحتلة مأزق حكومة بينيت الجديدة بتناقضاتها، فيما تحاول القاهرة استكشاف طبيعة مساراتها وخياراتها تجاه الحلول السياسية.

شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة، أمس الجمعة، تصعيدًا أمنيًا من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة أكثر من 50 فلسطينيًا خلال المواجهات المستمرة مع قوات الاحتلال في بلدة بيتا في نابلس بالضفة الغربية، بعد أن قمعت مظاهرة ضدّ الاستيطان في البلدة.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المسجد الأقصى أمس، من جهة باب السلسلة، حيث أطلق الجنود الرصاص المعدني باتجاه المصلين الفلسطينيين.

وفي سياق متصل، نظّم أهالي قرية لفتا في القدس المحتلة فعاليات رافضة لمخطط إسرائيلي بهدم ما بقي من منازل في القرية.

وتأتي هذه التطوّرات في ظل تواصل جهود تحريك الجمود في ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية؛ حيث أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري لنظيره الإسرائيلي يائير لابيد، في اتصال هاتفي، ضرورة الحيلولة دون تصعيد التوتر.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بقطاع غزة حسام الدجني أن اتصال وزير الخارجية المصري جاء لإنقاذ عملية وقف إطلاق النار التي رعتها مصر بدعم أميركي وقطري وأممي.

ويشير الدجني، في حديث إلى "العربي" من غزة، إلى أن الجانب الآخر من الاتصال كان لدعوة لابيد إلى القاهرة لتستكشف الأخيرة طبيعة الحكومة الإسرائيلية الجديدة ومساراتها، إلى جانب إحياء الملف السياسي وترسيخ تهدئة طويلة الأمد.

عدوان مستمر

وتواصل إسرائيل قصف أماكن متفرقة في قطاع غزة مخلفة أضرارًا جسيمة، فيما تحذر حركة حماس الاحتلال من محاولة زعزعة وقف إطلاق النار وتغيير قواعد الاشتباك.

من هنا، يرى الدجني أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، إضافة لرفض الاحتلال دخول الأموال القطرية وإغلاقها للمعابر، هي نوع من استمرار العدوان، ولكن بشكل "ناعم"، إنما بأضرار توزاي أضرار العدوان الأخير. 

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تريد أن ترسخ معادلة جديدة تنسجم مع أيديولوجية رئيسها نفتالي بينيت السياسية والدينية ضد الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن ترسيخ المعادلة القاضية بالرد من خلال الصواريخ على البالونات الحارقة يعني أن الأمور قد تنفجر في أي لحظة.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنت غارات عنيفة على مواقع لفصائل المقاومة، ردًا على إطلاق فلسطينيين بالونات حارقة بمحاذاة الشريط الحدودي للقطاع.

آيلة للسقوط

ويؤكد الدجني أن المشهد الحالي يعكس أزمة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، حيث يتربص رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو بها.

ويرى أن تلك الحكومة هي حكومة التناقضات السياسية وبأن رئيس الحكومة السابق يراهن على فشلها، سواء في المسار السياسي أو المسار العسكري تجاه قطاع غزة، كونها غير قادرة على اتخاذ أي خطوة في هذا الإطار.

ويؤكد الدجني أن مأزق الحكومة الجديدة هو أنها في حال قررت تجديد الحرب على غزة، فإن انسحاب عباس منصور، رئيس القائمة العربية الموحدة، سيكون واردًا وبالتالي ستسقط الحكومة؛ أما إذا اختارت المسار السياسي والتسوية مع الفلسطينيين برعاية أميركية فستكون أمام المصير نفسه، كون اليمين المتطرف والرافض لأي تنازل جزء من مكوناتها الرئيسية، وعلى رأس هذا الفريق رئيس الحكومة نفسه.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close