تستمر تداعيات قرار مجلس صيانة الدستور في إيران، بعد إظهار استطلاعات الرأي انخفاض نسبة المواطنين الراغبين بالمشاركة في الاقتراع، بعد حجب الأهلية عن عدد من المرشحين.
ولكن الجديد في هذه القضية، هو تصريح المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي دعا المجلس إلى "التعويض" عن المرشحين الذين رفضت أهليتهم؛ مع العلم الاعتبار أن خامنئي نفسه دعم ذلك القرار بعد صدوره.
وقال خامنئي، في كلمة له، اليوم الجمعة، بمناسبة رحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، إنه يجب "التعويض على المرشحين بسبب الظلم الذي تعرضوا له، بعد اتهامات تعرّضوا لها عقب قرار مجلس صيانة الدستور"، من دون تحديد طبيعة التعويض.
واعتبر خامنئي أن "عدم التصويت في الانتخابات الرئاسية يعني تحقيق إرادة أعداء الإسلام".
وأضاف: "يريد البعض التنازل والتخلي عن واجب المشاركة في الانتخابات تحت ذرائع سخيفة، وهذا الامتناع يمكن أن يكون خطيئة ومن أفظع الذنوب".
وقال: "الصعوبات المعيشية للمواطن يمكن حلّها عبر اتخاذ القرار الصحيح في الانتخابات وليس في غياب الاختيار".
مجلس صيانة الدستور يعيد حساباته
واعتبر كلام خامنئي، بما يخص التعويض للمرشحين المرفوضة أهليتهم، موجهًا إلى رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، الذي تعرّض لاتهامات عديدة بعد رفض ترشيحه؛ حيث قال البعض: إن وجود ابنته في الولايات المتحدة كان سببًا في رفض ترشحه، وهو ما نفاه مجلس صيانة الدستور.
وتعقيبًا على كلام خامنئي، سارع المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور علي كدخدائي للتأكيد على أن المجلس سينفذ "قرارات المرشد".
وقال كدخدائي، في تغريدة له: "توصيات خامنئي هي كلمة الفصل ويجب الالتزام بها".
وأضاف: "مجلس صيانة الدستور يقر بأنه غير معصوم من الخطأ، وسيعلن قريبًا رأيه في الموضوع".
أخذ ورد بعد حديث خامنئي
وأثار كلام خامنئي بلبلة على الساحة السياسية في إيران؛ حيث اختلفت تفسيرات الكلام بين من يرى بأن التعويض المطلوب معنوي فقط، وبين من ربط بين كلمة خامنئي وإعادة النظر في أهلية لاريجاني، إضافة إلى نائب الرئيس إسحاق جهانغيري.
فقد اعتبر نائب رئيس مكتب حفظ ونشر آثار خامنئي مهدي فضائلي أن إشارة المرشد الإيراني إلى الظلم الذي طال بعض المرشحين أثناء منحهم الأهلية، ليس موجهًا لمجلس صيانة الدستور، وليس له تأثير على النتيجة التي أعلنها هذا المجلس.
تعریض رهبرانقلاب به جفا و ظلم به برخی نامزدها در جریان احراز صلاحیت برای ریاست جمهوری، متوجه شورای محترم نگهبان نیست و تاثیری در نتیجه اعلام شده از سوی این شورا ندارد.
— مهدی فضائلی (@m_fazaeli) June 4, 2021
ونقلت وكالة "فارس" عن مصادر مطلعة نفيها أن يكون سفر ابنة لاريجاني هو سبب عدم منحه الأهلية.
درپی برخی واکنشها نسبت به بیانات رهبر انقلاب در جریان عدم احراز صلاحیتها، یک منبع آگاه به فارس گفت: این موضوع به شایعهسازیها در فضای مجازی ربط دارد و در شورای نگهبان ردصلاحیت هیچ نامزدی بهخاطر حضور فرزندش در خارج از کشور نبوده است. pic.twitter.com/LaGiOppACo
— خبرگزاری فارس (@FarsNews_Agency) June 4, 2021
أما مستشار لاريجاني منصور حقيقت بور فشكر خامنئي الذي أشار إلى "الاضطهاد الذي لحق" به.
ولفت حقيقت بور إلى أنه يجب على وسائل الإعلام الإيراني ووزارة الداخلية أن تعوّض علي لاريجاني بسبب "اضطهاده".
كما أعرب المرشح الرئاسي عبد الناصر همتي عن أمله في أن يقوم مجلس صيانة الدستور بإعادة النظر بأهلية لاريجاني وجهانغيري، وإعادتهم إلى المنافسة.
در پی تذکر مقام معظم رهبری، امیدوارم گمانهزنیها درباره بازگشت برادرانم آقایان لاریجانی، جهانگیری و پزشکیان به صحنه رقابت محقق شود.#پنج_دربرابر_یک
— عبدالناصر همتی (@Hemmati_ir) June 4, 2021
وكانت وزارة الداخلية الإيرانية قد أعلنت رسميًا أسماء المرشحين الذين مُنحوا الأهلية من قبل مجلس صيانة الدستور للمشاركة في الانتخابات، حيث تم استبعاد شخصيات بارزة، مثل الرئيس السابق للبرلمان الإيراني علي لاريجاني، والرئيس السابق للجمهورية محمود أحمدي نجاد، والإصلاحي إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الحالي حسن روحاني.
كما تمت الموافقة على ترشيح سبعة أشخاص فقط، من بينهم رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، والأمين السابق لمجلس الأمن القومي سعيد جليلي.
وتنطلق الأسبوع المقبل المناظرات الانتخابية في إيران على وقع وعود اقتصادية يطلقها المرشحون للرئاسة.
أبرزها تحسين الوضع الاقتصادي.. وعود جذابة تملأ البرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة في #إيران#العربي_اليوم pic.twitter.com/vGg5hjuATY
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 3, 2021