الخميس 16 مايو / مايو 2024

التهاب القصيبات الرئوية.. سباق محتدم بين الشركات لإطلاق لقاحات جديدة

التهاب القصيبات الرئوية.. سباق محتدم بين الشركات لإطلاق لقاحات جديدة

Changed

فقرة سابقة ضمن "صباح النور" سلطت الضوء على الفيروس التنفسي المخلوي (الصورة: غيتي)
يحتدم السباق بين مختبرات الأدوية منذ الموافقة على أول لقاح ضد الفيروس التنفسي المخلوي من مختبر "جي اس كاي"البريطاني، والذي بات متوفرًا في الولايات المتحدة.

بعد سباق محتدم لتطوير اللقاحات المضادة للإنفلونزا ولفيروس كوفيد-19، تكثف المختبرات الكبرى جهودها لإطلاق لقاحات في الخريف قبل موسم الأوبئة، ضد الفيروس التنفسي المخلوي (RSV)، المعروف خصوصًا بتسببه بازدياد كبير في الإصابات بالتهاب القصيبات الرئوية خلال الشتاء.

وقد يتسبب هذا الفيروس شديد العدوى بالتهابات رئوية وفي القصيبات قد تؤدي في أشكالها الحادة إلى وفاة آلاف الأشخاص ودخول مئات الآلاف إلى المستشفيات في جميع أنحاء العالم.

تقنيات ومقاربات مختلفة

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن خبير الشؤون الصحية في شركة "كيرني" للإستراتيجيات توما كروازييه، قوله: "على صعيد البحث والتطوير، كان (هذا الفيروس) التالي بعد الإنفلونزا في قائمة العوامل المسببة للأمراض التنفسية الأكثر انتشارًا".

واعتبر كروازييه أنه "ليس من المستغرب"، رؤية المختبرات الكبرى تجترح حلولًا علاجية في الوقت نفسه بعد عقود من البحث للحماية من هذه المشكلات التنفسية.

وفي هذا السباق، وللحصول على لقاحات ضد فيروس RSV، تعوّل المختبرات المتنافسة على تقنيات ومقاربات مختلفة على صعيد الصحة العامة، وتستهدف الأشخاص منذ بداية حياتهم وحتى خريف العمر.

وتُقدّر قيمة سوق اللقاحات ضد هذا الفيروس بنحو 13 مليار دولار بحسب شركة الوساطة "جيفيريز" Jefferies. 

لقاحات متوفرة

وتتسارع الأمور منذ الموافقة على أول لقاح ضد الفيروس التنفسي المخلوي، "أريكسفي" من مختبر "جي اس كاي" البريطاني، والذي بات متوفرًا في الولايات المتحدة منذ مايو/ أيار، وفي الاتحاد الأوروبي منذ يونيو/ حزيران للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.

كذلك، تلقت شركة "فايزر" للصناعات الدوائية موافقة وكالة الأدوية الأميركية على لقاح "أبريسفو"، المخصص أيضًا لكبار السن. لكنّ الإذن الأوروبي لم يصدر بعد.

ويقول جاك بروار، طبيب أمراض الرئة لدى الأطفال في المستشفى الجامعي بمدينة كاين الفرنسية، لوكالة "فرانس برس": "ثمة محاولات مستمرة منذ 60 عامًا لتطوير لقاح ضد الفيروس التنفسي المخلوي" الذي يسبب أيضًا التهابات الأذن والربو، مشيرًا إلى أن جائحة كوفيد -19 "أعطت زخمًا هائلًا للبحوث بشأن اللقاحات". 

وبالنسبة للرضّع الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، لا يوجد لقاح في حد ذاته، لكن يُعتمد مبدأ المناعة السلبية عن طريق حقن جرعة من جسم مضاد أحادي النسيلة لتعريض هؤلاء الأطفال لأول مرة في حياتهم لشكل طفيف من الإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي.

علاج وقائي

وتنوي مختبرات "سانوفي" الفرنسية العملاقة أن تقدّم "ابتداءً من موسم 2023" في أوروبا علاجها الوقائي الذي طورته بالاشتراك مع مختبرات "أسترازينيكا" البريطانية السويدية، والموجه للأطفال حديثي الولادة تحت اسم "بيفورتوس" ("نيرسيفيماب").

وتكون بذلك قد تفوقت في السباق على مختبرات "أم أس دي" الأميركية، التي تتم حاليًا دراسة جسمها المضاد clesrovimab MK-1654 ضمن تجارب وصلت إلى المرحلة السريرية الأخيرة.

ويوضح جاك بروار أن هذه الحقن "ليست سهلة التنظيم" و"ليست لدينا فكرة عن السعر"، ولكن "المناقشات الجارية بين الشركات والمجالس العلمية المختلفة والسلطات الصحية يُتوقع أن تنضج هذا الصيف". 

ويعتبر بروار أن هذه الحقن "ستعطي جرعة دعم لخدمات الطوارئ" في المؤسسات الطبية، إذ إنه "حين ينشط الفيروس ويبدأ بالتسبب بالتهابات، لا يوجد دواء يمكنه أن يلجم عاصفة الالتهابات". 

وتعمل مختبرات "فايزر" الأميركية أيضًا على لقاح مضاد للفيروس التنفسي المخلوي لدى الأطفال ولكن وفق مقاربة مختلفة، تتمثل في تحصين النساء الحوامل.

لقاح للاستنشاق 

ورغم التطور الذي تم تحقيقه في هذا السياق، تواصل المختبرات بحوثها. وتعمل "سانوفي" على لقاح محتمل يمكن تناوله عن طريق الاستنشاق، لأول مرة ضد الفيروس التنفسي المخلوي، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وخمس سنوات، وعلى لقاح بتقنية الحمض النووي الريبوزي الرسول mRNA لكبار السن.

وعلى خطّ هذه التكنولوجيا، تنتظر شركة "موديرنا" الأميركية للتكنولوجيا الحيوية الحصول على تصريح لطرح تقنيتها mRNA-1345 في الاتحاد الأوروبي وسويسرا وأستراليا والولايات المتحدة، لتسويق لقاحها المحتمل المخصص لكبار السن.

وتقول المحللة في "غلوبال داتا" نانسي جاسر، إن "من المرجح أن يكون mRNA-1345 أول لقاح من نوعه يعتمد على تقنية mRNA لدخول السوق"، مضيفة أنه نظرًا لأن هذه التقنية تتيح التكيف السريع مع الطفرات الفيروسية المحتملة، فإن لقاح "موديرنا" يمكن أن يحقق "نجاحًا أكبر" في حالة حدوث تغيير في الانتشار الوبائي للفيروس.

ويعتبر كروازييه أن "التحدي الكبير" يتمثل في تقديم لقاحات مشتركة لكبار السن تغطي مجموعة من مسببات الأمراض الشتوية، بما في ذلك الإنفلونزا وكوفيد والفيروس التنفسي المخلوي، "وربما غيرها".

المصادر:
العربي- وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close